خلال حربي مع القدر بين الكواكب والنجوم في فضاء العمر، سقط مذنّب من السماء واستقر في فؤادي، فأضاء ظلمات الدجى القابعة في صدري منذ سنين، ونثر حبيبات من الأمل المشعّ الوضّاء في حنايا روحي ثم تربع بين أحضان أختيه الملاكين وترعرع الطهارة والمحبة من قلبيهما والحكمة من فكرهما الصامت.
ها هو اليوم غدا شاباً يافعاً ناضجاً، وتتوج رسولاً للعلم والثقافة يدرّس الأجيال وينوّر دربهم نحو تحقيق أحلامهم ونيل شهاداتهم، وقد أضحى أستاذاً مرموقاً، تلامذته يحبونه، يحترمونه ويمتثلون لتوجيهاته. ولم يبالغ الأديب الكبير أحمد شوقي حينما قال: " قم للمعلم وفِّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا"، فلقد عرفت بابني كل صفات نبيلة حميدة راقية أعتز بها وأفتخر بأنه ولدي الحبيب الذي كافح في حياته وتسلّح بالإيمان وبإرادة النجاح فانتصر على كل حالة اجتماعية ومادية كانت تعيق وصوله إلى هدفه ورضي عنه الله وأختيه القاطنين في السماء ويحرسانه دوماً.
اليوم هو "عيد المعلم " عيدك يا ولدي لأول مرة وكم أبتهج معك وأشعر بسعادة لعيدك السامي. تغرورق عيناي بدموع الفرح وتنتصب أيامي شموخاً. انتصارك في الحياة هو انتصار لي أيضاً لأنني استطعت أن أؤمن لك ولو بالحد الأدنى سبل العيش الكريم وكل ما تحتاجه لتحقيق أحد أهدافك، ولو أن ظروف الحياة وأحوالنا المادية حجبت عنك أشياء كثيرة وددت الحصول عليها.
أسال الرب أن يعينك ويثبت خطواتك في دروب عمرك وأن تبقى إنساناً صالحاً ناجحاً مؤمناً بمحبة الآخر واحترامه. كل عيد وأنت وكل معلم بخير لكي يبقى عالمنا وأجيالنا بخير.