يواجه بعض الأطفال صعوبات تعلمية في المدرسة، أي اضطرابات تؤثر على قدرة التلميذ على التعلّم والتقدم الأكاديمي. يمكن للتلاميذ في أي عمر أن يواجهوا هذه الصعوبات التعلمية، والأسباب متعددة ومتفاوتة من شخص إلى آخر. على سبيل المثال، قد يواجه الأطفال في المرحلة الابتدائية صعوبات في التعرف على الحروف والكتابة، بينما قد يواجه الطلاب في المرحلة الثانوية صعوبات في فهم المواد العلمية أو الرياضية.
وبصفة عامة، فإن العوامل المؤثرة في صعوبات التعلم تشمل عدم الفهم الجيد للموضوع، انخفاض التحصيل الدراسي السابق، عدم وجود بيئة تعلمية مناسبة، انشغال الطالب بأمور شخصية أو اجتماعية، وتأثير العوامل النفسية مثل القلق والتوتر. لذلك، يكمن دور الأهل والمدرسة والأساتذة في مساعدة الطلاب للتغلب على هذه الصعوبات من خلال توفير الدعم التعليمي المناسب والملائم لكل حالة.
من العلامات التي تُبيّن هذه الصعوبات هي انخفاض درجات الطفل في إحدى المواد أو في أكثر من مادة. كما يظهر الطفل علامات عدم الارتياح والارتباك عندما يتم ذكر المدرسة أمامه أو أي شيء يخص دراسته. إذا لم يتم التعرف على المشكلة ومواجهتها في وقت مبكر من ظهورها، فسوف يعاني الطفل من آثار سلبيّة تستمرّ على المدى الطّويل ومن أول هذه الآثار السلبية هو عدم تقديره لذاته والذي سينعكس بعد ذلك على بقية حياته.
وبهدف مساعدة الطفل الذي يعاني من صعوبات تعلمية، لا بُدّ من التعرف أولاً على نوع هذه الصعوبة وتحديدها بشكلٍ دقيق. بالإضافةِ إلى ذلك، يجب توفير بيئة تعليمية ملائمة للأطفال الذين يعانون من صعوبات تعلمية، تضمن بيئة مريحة وهادئة وخالية من التشتت والتشويش الذي يمكن أن يؤثر على التركيز والتعلم.
بالإضافة إلى ما سبق، يمكن استخدام أساليب تعليمية مختلفة مثل الصور والخرائط الذهنية والموسيقى والأفلام الوثائقية التي تعمل على تحفيز الدماغ وتحفيز الحواس الخمس.
لا بُدّ من الاهتمام بتقديم التوجيه والإرشادات والدعم اللازم للأطفال الذين يعانون من صعوبات تعلمية، كما يجب توفير فرص الحوار والتواصل المفتوح والصريح مع الأطفال بطرق تحفز خيال وابتكار الأفكار في نفوسهم.
للطُفل الحق في التعلم حتى ولو كان يُعاني من صعوبات تعلمية. لذلك، على الأهل الاطلاع على حالة ولدهم واستشارة المختصين. وعلى المدرسة تقبل الطفل وحالته والاعتناء به وبذل جهدها لمساعدته.