كل عام وأنتم بخير. ها هو شهر رمضان الكريم قد هلّ علينا ونعيش معًا في يمنه وبركاته، فهو الشهر الفضيل التي تشتاق إليه كل روح مطمئنة، وتهفو إليه كل نفس مؤمنة. ومع انطلاق شهر رمضان الكريم ينطلق الماراثون الرمضاني المعتاد من مختلف المسلسلات والبرامج، ولكن هذا ليس موضوعنا اليوم يا سادة.
فما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط... مقولة بات الكل يعرفها ويحفظها عن ظهر قلب، ولكن هناك من يتخذها منهجاً وأسلوب حياة، وخاصة مع بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، وكيف أننا لم نتركهم يومًا واحدًا منذ السابع من أكتوبر الماضي ومستمرون ولله الحمد، ولكن هذا ليس هو الآخر موضوعنا.
فمنذ بداية الشهر الكريم شاهدنا بعض البرامج التي اهتمت بمساعدة الغير من مختلف أطياف الشعب المصري، فهناك الكثير من المطحونين وغير القادرين على مساعدة أنفسهم بأبسط الأشياء فكان من ضمن تلك البرامج برنامج يعتبر أحد أسباب وسائل إدخال الفرح والسرور على هؤلاء البسطاء في هذا الشهر الكريم، وهو برنامج يذاع على قناة "القاهرة والناس" يدعى "حلم سعيد". فإذا شاهدنا أحلام هؤلاء البسطاء في البرنامج نراها أحلاماً بسيطة، ولكن لم يستطع البعض تحقيقها. وهذا إذا كان نابعاً من شيء فنابع من الإحساس بالناس وتقدير معاناتهم في الحياة ومن هنا أقدم لهم عظيم الشكر لأنهم سبب رئيسي في إدخال البهجة والسرور على هؤلاء وإزالة أحمال كبيرة من على قلوبهم وعقولهم.
أيضًا من الأوجه المتعددة لإدخال السرور والبهجة على بعض الغلابة المطحونين ذوي الهمم من فاقدي السمع والكلام قيام الشركة المنتجة لأحد المسلسلات المذاعة في هذا الشهر الكريم والذي قام بفرش عتبة واحدة من عتبات البهجة لهؤلاء لأن يقوموا بترجمة الحلقات بلغة الإشارة وقد بدأ هذا التقليد من خلال برنامج " العباقرة قادرون باختلاف" في موسمه الثاني واتبعه هذا المسلسل وشركته المنتجة، وهذا إيمان منهم بأن هؤلاء لهم حق الحياة مثلنا وحق أن يشعروا ويدركوا كل ما يدور حولهم. وهذا إن دل على شيء فيدل على طيبة قلب أصحاب تلك الشركة وإحساسهم بالمسؤولية تجاه هؤلاء وبأنهم أناس مثلنا من حقهم أن يستمتعوا بتلك المسلسلات التي تعرض، ولكن لدي عتاب صغير من القلب لجموع المسلسلات وشركاتها المنتجة، فكما نحن متعددو الأذواق فهؤلاء أيضًا لهم أذواق متعددة، فكنت أتمنى أن تقوم جموع الشركات المنتجة بالتفكير في القيام بتلك الخطوة من أجل إسعاد هؤلاء وإدخال الفرح لقلوبهم العامرة بالإيمان في هذا الشهر الكريم والقيام بترجمة أنواع مختلفة من المسلسلات حتى يختار كل على ذوقه المسلسل الذي يهوى متابعته، ولكن لا يسعني في نهاية مقالي سوى تقديم الشكر والعرفان لقلوبكم الطيبة ومسؤولياتكم تجاه أطياف الشعب المصري المختلفة.