النهار

نجومٌ على الأرض
المصدر: النهار - ألين جمّول - الصّف الثّاني عَشَر – القسم الفرنسي - شوف ناشيونال كولدج – بعقلين - الشّوف
نجومٌ على الأرض
مع نسيمات الصباح العذبة، استقبلتنا جريدة "النهار" في مقرّها في قلب بيروت كالأم الحنون، بأبوابها المفتوحة وقلوب ملؤها الدفء، فسافرنا عبر قطار الزمن وصولاً إلى أول محطة أطلق عليها اسم "جبران تويني"، فهو كان أساس هذا الإرث العريق.
A+   A-
لقاء طال انتظاره، كأرض عطشى تتوق إلى زخّة مطر، وعندما جاء وقته، أطلّ مع موكب الربيع بعد جنون الرعد، أطلّ كالعرس المنشود الذي صدح صوته عالياً.
في اليوم الذي يتسابق الأطفال إلى أمّهاتهم بباقات الأزهار وبساطة الكلمات العذبة، قرّرنا نحن طلاب الصفّ الثاني عشر من مدرسة "الشوف ناشيونال كولدج"، أن نكلّل أعمدة الإعلام في وطننا بأسمى عبارات الامتنان والتقدير، مزوّدين بشغفنا للمعرفة والثقافة.
مع نسيمات الصباح العذبة، استقبلتنا جريدة "النهار" في مقرّها في قلب بيروت كالأم الحنون، بأبوابها المفتوحة وقلوب ملؤها الدفء، فسافرنا عبر قطار الزمن وصولاً إلى أول محطة أطلق عليها اسم "جبران تويني"، فهو كان أساس هذا الإرث العريق.
في جولتنا تلك، تعرّفنا إلى أبرز المحطات في الجريدة منذ تأسيسها حتّى يومنا هذا، مع بزوغ عصر التكنولوجيا الذي ساهم في ابتداع الجريدة الإلكترونية.
إطّلعنا من هناك على عملية إعداد ونشر الأخبار، وكيف يعمل الصحافيّون على جمع المعلومات وتقديمها بطريقة موضوعيّة، مبتكرة، ومهنيّة.
كما تمكّنّا من التفاعل مع عملية تحرير النصوص وتصميم الصفحات، ما أضاف لنا فهماً أعمقَ حول عملية إنتاج الصحيفة.
ثمّ من هناك، دخلنا عالم الإعلام بخطى جديدة عندما اجتازت أقدامنا بقعة الصحافة لتصل إلى رحاب الإذاعة الرسميّة، إذاعة لبنان، فأبحرنا عبر التاريخ وصولاً إلى أعلام علا نجمهم في كافة أرجاء الدنيا، ووقف العالم إجلالاً لهم، فهم دخلوا نسيج العباقرة وكما قال جبران: "إذا مضى العبقريّ عن هذا العالم، فإنّه يترك وراءه نوراً لا ينطفئ".
كالطيور المحلقة جبنا سماء ستّة أستديوهات لأبرز الشخصيات الفنية التي مرّت في تاريخ لبنان: فيروز، نصري شمس الدين، حليم الرومي، وغيرهم من جيل الفنّانين الروّاد!
داخل هذه الأستوديوهات شاهدنا كيفية إعداد وبثّ البرامج الإذاعية.
وإيمانا منّا بأهمية الصوت وقدرته المميّزة في ترجمة أفكارنا ومعلوماتنا، كنّا على موعد مع الإعلاميّة رنده قرانوح مباشرة على الهواء، حيث عرضنا مواضيع متنوّعة لها علاقة بالأم، والربيع، والإذاعة، والعنصرية، وغيرها من المواضيع الهامّة.
كانت لنا تجربة فريدة من نوعها واستثنائية بكلّ ما للكلمة من معنى. ويعود الفضل في ذلك لإعلاميّتنا اللامعة ريتا نجيم الرومي التي أضفت رونقاً وتميّزاً على زيارتنا، وطبعت بصمة إعجاب وألق في قلوبنا كعادتها.
لكنّ زيارتنا لم تكتمل دون تسليط الضوء على الدور الأساسيّ الذي يلعبه الصحافيّ في توثيق الحدث. الصحافيّون هم صنّاع التاريخ، لذلك يجب عليهم أن يزيّنوا الصورة بالشفافية والموضوعية، فهذا ما تحرص عليه الوكالة الوطنيّة للإعلام، حيث تهدف إلى توفير معلومات دقيقة وموثوقة للجمهور، فهي "كالمرآة التي تعكس الواقع وتنقل الصورة الحقيقية إلى المجتمع".
وتبقى الحصّة المميّزة لقسم أرشيف الصور في وزارة الإعلام، حيث تجسّدت فيه لحظات تاريخية ولقطات فريدة، أثارت فينا العواطف ونقلتنا عبر رحلة مشوّقة لاكتشاف الذاكرة وتوثيق اللحظات الثمينة.
تقف الكلمات حائرة أمام يوم مميز مثل ذلك اليوم، وتعجز عن وصفه. فهذه التجربة لم تمرّ مرور الكرام، بل تركت أثراً عميقاً في قلوبنا، وفتحت أعيننا على أهمية دور الإعلام في توجيه الرأي العام ونقل المعرفة بطريقة مؤثّرة.
لقد ألهمتنا للمضي قدماً في اكتشاف عالم الإعلام والمساهمة فيه بطريقة إبداعية وبنّاءة، بل دفعتنا إلى تحمّل مسؤولية تشكيل المستقبل بحزم وإلهام.
فلنكن من الذين يرفعون راية لبناننا عالياً.
صدق من قال: "وأشقى الورى شعب بلا وطن وأذلّهم بلا علم".
هذه التجربة أعادت لنا روح التفاؤل بغد أجمل، وبعثت فينا الأمل. أوليس بالأمل نجدل ضفائر الشمس فيعذب لحن العمر؟
ختاماً، نشكر من القلب من استضافنا ونشكر كذلك كلّ من ساهم في جعل حلم كهذا يصبح حقيقة فاقت سقف توقّعاتنا، وزيّنت أيّامنا بأبهى حلّة.

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium