1.يكتَظُّ كَوكَبُ الأرض بالمَساكين .. ولا مِن مُعين!؟
يتنطَّح بعض الناس للإعلان جازِمين بأن الشُرورَ تملأُ الأرض ولا يُمكنُ وَقفُها: بعضُهم لأنّه مُشارِكٌ فِعلِيًّا مع سِواه في ارتِكاب تلكَ الشُرور عن سابِق تصوُّرٍ وتَصميم؛ وبَعضُهم الآخَر لأنّه مُتواطِىءٌ من حيثُ يَدري أو لا يَدري؛ وبعضُهم الثالث لأنّه جبانٌ يَدَّعي عدَم القُدرة على فِعلِ أيِّ شيءٍ لِوَقفِها أو التَخفيف من حِدَّتِها ومِن أذاها.
كيف تَزدادُ الشُرورُ استِفحالًا وانتِشارًا؟ لِنُصغِ!
يُفيد تقرير لمنظَّمة أوكسفام في 2016 بأنه "بَدَلًا من تأسيس اقتصادٍ من أجلِ ازدهارِ سُكَّان العالم أجمَع والأجيالِ المُقبِلَة، خلَقنا اقتصادًا لِنَسبَة 1 في المئة من الأثرياء". والأخطَر أنَّ "ثرَوات 62 شخصًا من أغنَى أغنياء العالم تُعادل جميعَ ثرَوات نِصف سُكّان العالم الأفقَر". يَلوذون إلى "عمَل جماعات الضَغط، وتَهريب مَبالغَ ضخمة فِي ما يُعرف بالمَلاذات الضَريبيّة". وطالبَت المنظَّمة قادَة العالم بالعمَل على تَقليص الفَجوَة الكبيرة في الأُجور بينَ العُمّال وأرباب العمَل، وبِالقَضاء على الهُوَّة في الأُجور بينَ النِساء والرِجال". ودعَت أوكسفام "حُكومات دُوَل العالم إلى اتِّخاذ إجراءاتٍ لِتَخفيض أسعار الدَواء، وفَرضِ ضرائبَ على الثَروات، واستِخدام ثَرواتِ الدَولة لِلقَضاء على عدَم المُساواة".
أمَّا مَن هُم المساكين أو الفُقراء كما تُسَجِّل أسفارٌ من الكتاب المُقدَّس منذُ أجيال، ومَن يُعينُهم، فإليكُم نَبذَة عنها.
الفُقراء أو ال"عاناوِيم" (مزمور 10: 17،18: 28، 37: 11؛ إشعيَا 26: 5-6) مُستَعِدُّون للعَيش في التواضُع، هذه الفضيلة القريبة من العدالة (صَفَنْيَا 2: 3)، ومن الإيمان أو الأمانة (سيراخ 45: 4؛ عدَد 12: 3). وقد أَسماهُم المزمور(74:19 و 149: 4) "مساكينُ الرَّبّ" الذين يُشَكِّلون باكُورةَ "الشعبِ الفَقيرِ الوَديع" (صَفَنْيَا3: 12-13)، أي "كنيسةَ المساكين" التي سَيُدافع عن حُقوقِها الماسِيَّا-المسيح المُنتَظَر (إشعيا 11: 4، مزمور72: 2- 4 و12- 14) بَعدَما وصَل أنينُها إلى آذان الله (راجع أيوب 34: 28)، وسيَجمعُها يومًا.
أمَّا حالُ ظالِمي "المساكين" فيَصِفُه أنبياءُ ما قبل مجيءِ المسيح كالآتي: "بِيَدهِم ميزان الغِشّ (وآثَروا) الظُلم، وقالوا في نُفوسهم: تَعِبنا فصِرنا أغنياءَ وأصحابَ ثَروَة، فأيُّ خَطأٍ في ذلك (هوشَع 12: 7-8)؟ ونَسَوا أنَّ وَسائل غِناهم غِشٌّ في التِجارة (عاموس 8: 5)، واغتِصابُ الحُقول والبُيوت واحتكار الأراضي (ميخا 2: 1-3؛ إشعيا 5: 8)، وعدالةٌ كاذِبة تُهمِل حَقَّ المِسكين (عاموس 5: 7)، وعُنفٌ يُفرِغ قلُوبَ المُتَملِّكِين والمَسؤولين من الرَحمة والرأفة فَيَبيعُون إخوَتهم لأجل قليلٍ من الفِضَّة، ويَستَعبِدون المِسكين لأجل حِذاء(عاموس 2: 6-7)". هذه الحالة التي لا تُطاق، التي ندِّد بها الكتابُ المُقدَّس دون هَوادَة، "كانت مُنتَشِرَةٌ جدًّا في (الشَعب)، وكان الأغنياء أقلِّيَّة ضئيلة" "يأكُلون الأخضَر واليَبِس" ولَمَّا يَزالُوا. وقد أكَّدَت منظمّة "أوكسفام" البريطانية غَير الحُكوميّة حول راهِنيّة استِقواء تِلكَ الفئة المُجرِمة وظُلمِها: "إنَّ ثَروَةَ واحِدٍ في المئة من أغنى أثرياء العالم تَفُوق ثَرَوات بَقيّة العالم مُجتَمِعَة". وحَثَّت *أوكسفام* في تَقريرِها، الذي صدَر قُبَيل قِمّة *المُنتَدَى الاقتِصاديّ العالميّ* في دافُوس، "زُعَماء العالم على اتِّخاذ إجراءاتٍ مُناسِبة لمُواجَهة عدَم المُساواة في امتِلاك ثَرَوات العالم". الميدان يُسجِّل أنَّ عدَدَ الفقراء يتنامَى باضطِراد، خاصَّةٍ كُلَّما استَفحلَ غَنى هؤلاء وفَحشُهم؛ ممّا يَستَدعي السؤال: ماذا بإمكان الضعيف أن يفعل أمام جبَروت الظالِم وبَطشِه؟ أو ماذا بإمكان القادرين، بِدَورهم، فعله إزاء الظُلم الفظيع الذي يجتاحُ الكَوكَب؟
المَسكنَة في اتِّباع يسوع هي حالةُ اعتِناقٍ لِلتَجرُّد الداخليّ إلى جانبِ اعتِناق الفَقر الفعليّ (لوقا 12: 33، متى 19: 21 و27)، "تُلهِمُه الثِقة البنَويّة في الله والرَّغبة في الاقتِداء بِيسوع والسَخاء نَحوَ إخوَتنا" (راجع لوقا 32:12- 34). حالةُ المَسكنَة تشمل:
أ - مَن يعيش في حالة الفَقر الفِعليّ نتيجةَ الظروف الاقتصاديّة الضاغطة (راجع مرقس 12: 42- 44) أو الاضطِهاد الذي يُجَرِّده من مُمتَلكاتِه
ب- والغَنيّ الذي يُحسِنُ التعامُل مع الفَقير أُسوَةً بالله المُتَحنِّن العَطوف (لوقا14: 13 و21؛ إشعيا 49: 13، 66: 2)، وتَعبيرًا عن حُبِّه ليسوع (1يوحنّا3: 17).
في مُقابِل هذا الكلام لِيَسوع:"ها أنا أُرسِلُكم كخِرافٍ بين الذئاب، فكونوا حُكماء كالحَيَّات ووُدعاءَ كالحَمَام" (متّى 10: 16) و"لا تخَف أيُّها القطيعُ الصغير" (لوقا 12: 32)، تَقوم شريحةُ مُدَّعِي "العَجز عن فِعلِ أَيِّ شيءٍ" لِوَقفِ الظُلم أو للتَخفيف من حِدَّتِه ومِن أذاه، وهيَ تُشكِّل أغلبيّةً في المُجتَمعات البشَرِيَّة. لقَد سَمّاها المُفكِّر الفرنسيّ إتيِين دو لا بُوِثِي شريحة "المُواطِن القابِل الاستِعباد"؛ فهيَ تَعيش في عالمٍ خاصٍّ بِهِا، لا علاقةَ لَها بالحقّ والعَدل، ولا تَعْبأ إطلاقًا بِحُقوقِها السياسيّة (بِلُغَة زَمَنِنا). ويَحصُر "المُواطِن القابِل الاستِعباد" العائش في عالم اليَوم اهتِماماتِه بِثَلاثة: (لُقمة) العَيش وكُرَةُ القدَم والدِّين.
ذلك المُواطِن "لا يَنصرِف غالِبًا لِلسلُوك"، إذ يُمارِس بِلَا حرَجٍ الكذِب والنِّفاق والرَّشوَة. وهوَ عادةَ "لا يُدافِع عن دينَه إلَّا إذا تأكَّد أنّه لَن يُصيبَه أيّ تهديدٍ او أَذَى". هذا، ويُشكِّل ذلك المُواطِن "العَقَبَة والعائق الحقيقيّ لِحُدوث التَغيِير"، الذي لن يتحقَّق إلَّا بـ"خُروجِه" من عالَمِه المُحَنَّط. أمَّا المُواطِن الحُرّ فلَهُ أن يَرفُض معَ يوحنّا الذهَبِيُّ الفَم الرُضوخ للاستِعباد، وأن يَصرُخ بِصَوتٍ عالٍ: "يَستَحيل ألَّا يَجري شيءٌ"، مُتَوافِقًا أيضًا مَع دو لا بُوِثِي القائل:"في الواقع، من النافِل أن نتَساءَل إذا ما كانت الحُرِّيَّة طبيعيّة، لأنّه لا يُمكن أن نُبقي أَيَّ إنسانٍ في حال العُبوديّة من دون أن نُسيءَ إلَيه. (...) الحُرِّيَّةُ طبيعيّة؛ وقد وُلِدنا معها، ليسَ هذا وحَسْب بل وُلِدنا مع الشَغَف بالدِفاع عَنها". إذَن، لا مفَرَّ من اعتبار"الخطاب حول الاستعباد الإراديّ مِضبطة اتّهام ضدّ السلطان المُطلَق، مُسائلين حول العلاقة بين الهَيمَنة وشرعيّة السلطة على الشعب، والقَبول بالخُضوع"، لا سِيَّما من النُخبة المُثقَّفة لِجِهَةِ "تلبيتها لِرَغبات المُستَبِدّ، وباختيارِها العُبوديّة طَوعًا فَتكون أقلّ حريّة من الشعب نفسه".
ويتَبادَر إلى الذِّهن فَورًا السؤالٌ المُحَيِّر: لِمَ تَقبَل شريحةٌ كبيرةُ من الناس العُبوديّة وتأبَى التَمرُّد؟
مِنَ المُؤَكَّد أنَّ "الشعبَ يَرتَضي الخُضوع، ويُصارِع لِلبَقاء حيثُ هوَ، وكأنَه في وَضعٍ خَلاصيّ، الأمر (الذي) يُحَيِّر الفِكرَ النَقدِيّ والفَلسَفيّ والسِياسيّ الرابِطِ مَصيرِه بالنِضال ضِدّ التَسلُّط"، يُضيف دو لا بُوِثِي. تلتَقي معَه الجَنوب أفريقيّة المُناضِلَة نُووِيلي پاندا عبر مُفارَقةٍ لافِتَةٍ تُسَجِّلُها: "السِجنُ الأكثرُ خُطورةً هوَ السِجنُ الذِهْنِيُّ القادِرُ على أن يُبقي المَرْءَ في حالةِ عُبودِيّةٍ هَدّامةٍ، وتَحتَ المُراقَبةِ في كُلّ مَجالات الحياة". وتُضيف بِقُوَّةٍ: "التَغلُّبُ على الاستِعباد يتَطلّبُ ثَمَنًا. هُناك فَرقٌ كبيرٌ بينٌ الشِفاء وإعادة البِناء، وبينَ الخلاص والحُرِّيَّة. غَيرَ أنّ الحُرِّيَّةَ هيَ وَحدُها ما يُخرِج مِنكَ السِجن، تلك الحُرِّيَّةِ المَوجودةِ في داخِل كَيانِك، التي تَجعلُك حُرًّا فِعلِيًّا. إذا كانَ الخلاصُ (سَهلَ) المَنال، فالحُرِّيَّةُ لا تُعطَى بل تُؤخَذ".
هل نُؤَيِّد الفئة الراضيَة بالاستِعباد والتي تُبَرِّرُه، ونَسيرُ في رِكابِها أَم يكونُ كلٌّ مِنَّا مُعين لِلمَساكين؟
2. "مُبارَكٌ ٱلآتي بِٱسمِ ٱلرَّبّ"(مزمزر 118: 26)
عِلمِيًّا، نعرِف أنَّ النُّور إذ يُشرِقُ يُبَدِّدُ الظُلُمات، التي لا وُجود فِعلِيًّا عِلميًّا لَها. والمُعِين حينَ يُشرِق في حياة المساكين... يُنيرُها؛ ذلكَ أنّهُ يتمتَّع بالفضيلة ويَكيلُ المَديحَ لِلبُنيان: "وبَعدُ أَيُّها ٱلإِخوَةُ، مَهما يَكُن مِن حَقٍّ، أَو أَدَبٍ، أَو عَدلٍ، أَو نَقاوَةٍ، أَو صِفَةٍ مُحَبَّبَةٍ، أَو حُسنِ صيتٍ، إِن تَكُن فَضيلَةٌ أَو مَديحٌ، فَفي هَذهِ فَلتَكُن أَفكارُكُم"(فيلبّي 4: 8). مَن تتَجذَّرُ فِيه تِلكَ الصِفات يكون إنسانًا حُرًّا، ويتعامَل مع أشباهِه كأحرار. ولا يُمكن لِلتَسلُّط أن يتَسلَّل إلى نَفسِه، كَما أنّهُ لا يَسمَح لنَفسِه باستعباد أَحَد، لأن "سَلامَ ٱللهِ ٱلَّذي يَفوقُ كُلَّ فَهمٍ يَحفَظُ قُلبَه وَبَصيرَتَه في ٱلمَسيحِ يَسوع" (فيلبّي 4: 7)، فيَكون "نُورًا لِلعالَم"(متّى 5: 14).
نعَم، من زاوِيَتِه الفلسفيّة يُردِف دو لا بُوِثِي: "أجِدُ نفسي غير مُخطىءٍ بالقَول إن في داخِلنا بذرة طبيعيّةً من عَقل، تَنمُو من خِلال النَصيحَة الجيِّدة والمثَل الصالح، وتتفتَّح فضيلةً". ويُضيف: "ولكن قد تُجهضها غالبًا الرَذيلة التي تَدخل عليها" (مثَل زؤان الحقل، مثّى 13: 43)، ممّا يتطلَّب مِنَّا التيَقُّظ والمُثابَرة في السَير في الطريق القَويم. صحيحٌ أنّ الظُلم والاستِعباد يُخَيِّمان على كَوكَب البشَر من قديم الزمَن، غيرَ أنَّ النضالَ من أجل الحُرِّيَّة لم يُفارِق حياة الناس، لا بل يُسجِّل أهدافًا مُتَتالِيَة في مَرمَى الشَرّ.
إذَن، مِن مسؤوليّة كلِّ إنسان أن يكون حُرًّا، وأن يُحافِظ على حُرِّيَّة أشباهِه فلَا يَعود هُناكَ مِن مساكين، أي مُستَضعَفين.
إزاءَ أشخاصٍ يُشَكِّكُون ويُفخِّخُون الأعمال أو السُلوكات الطيِّبَة، ويُردِّدون كلامًا غير بَريء غالِبًا، ككلامِ يهُوذا الإسخَريُوطِيّ، ماذا يَسَعُنا؟: "لِمَ لَم يُبَع هَذا ٱلطّيبُ بِثَلاث مِئَةِ دينارٍ وَيُعطى لِلمَساكين؟". قالهُ في بَيتِ لَعازَر وأُختَيه مرتَا ومَريَم، إثْرَ قِيام هذِه الأخيرَة بِمَسح قدَمَي يسوع بمَائِعِ النارَدِين. وما هو أرذَل مِمَّا أَطلَقهُ الإسخَريوطيّ، ما ورَد على لِسان زميله من الإثنَي عشَر، إذ أَطلَقهُ بِنَفَسٍ سلبيٍّ: "وَإِنَّما قالَ هَذا لا ٱهتِمامًا مِنهُ بِٱلمَساكينِ، بَل لِأَنَّهُ كانَ سارِقًا. وَإِذ كانَ ٱلكيسُ عِندَهُ، كانَ يَأخُذُ ما يُلقى فيه" (يوحنّا 12: 6). هذا الزميل، الذي بَعد بُرهةٍ سيَطلُب لِنَفسِه ولشقيقِه الجلُوس حَصرًا عن يَمين ويَسَار يسوع في مَجدِه، ما سَيُثير حفيظةَ باقي الرسُل. لِيَحسمَ يسوع الجدَل العَقيم المُرتَبِط بالتعلُّق بالسُلطة وبالمال (متَّى 20: 20-22 ومَرقُس 10: 35) بالإجابَة: "دَعها، إِنَّما حَفِظَتهُ لِيَومِ دَفني! فَإِنَّ ٱلمَساكينَ هُم عِندَكُم في كُلِّ حينٍ، وَأَمّا أَنا فَلَستُ مَعَكُم في كُلِّ حين". إنَّ فهمَ التلاميذ كان مَحدودًا لا بل كانوا لا يَفهَمُون غالِبًا ما يقوله يسوع: "ايُّها الجيلُ غيرُ المُؤمِن، الأعوَج. إلى متى أكونُ معَكُم وحَتّى مَتى أحتَمِلُكم؟" (لوقا9: 41).
ولِأَمثالِ الإسخَريوطيّ ويوحنّا ويعقوب ابنَي زبَدَى من مُعاصِرينا أضَع كلام القدِّيس غريغوريوس الكبير أمام أعيُنِنا تَحفيزًا لِلهِمَم: "تَأمَّلُوا قليلًا، يا إخوَتي، في نَمَطِ حَياتِكُم، وانْظُرُوا هَل أنتُم في الحَقيقةِ فَعَلَةُ الرَبّ. فلْيَتَبَصَّر كُلُّ واحدٍ مِنكُم في مَا يَعمَل، وَلْيَتَبَيَّن هل يَعملُ حَقًّا في كَرْم الرّبّ"، لأنَّ "الرَّبَّ قَريب"(فيلبّي 4: 5)، وعَلينا أن نُري "جَميعَ أَقاصي الأَرضِ خَلاصَ إِلَهِنا"(أشَعيَا 52: 10).
نعَم، "المَساكينَ هُم عِندَنا في كُلِّ حينٍ"، ولا يَسَعُنا إلَّا أن نأخُذَهم على عاتِفنا كَما فعَل يسوع تَكرارًا وبِلَا ترَدُّد (متّى 9: 35؛ لوقا4: 16-22)، ماضِينَ في هذا الاتِّجاه: "لا يُمكن أن يَخطُر على بالِ أحدٍ أن الطبيعةَ يُمكن أن تضَع أيَّ امرِىءٍ في حالِ استِعباد، لأنّها وضعَت جميعَنا في حال رِفقَة"... حتَّى "يُؤمنَ كثيرون" (يوحنّا 12: 11) بأنّ يسوع هو المُعينُ الأوَّل، ومِنهُ نتَعلَّم ومن كلِّ امرأةٍ ورَجُلٍ ماضِين في هذا السبيل.