جلس على شاطئ الرمل ونظر مطولاً إلى الأفق ثم تنهد للفضاء قائلاّ:
هناك على ضفاف الأفق، حيث أنت، أتنشق شذى جمال الحياة، وأرى وجهك أبهى من شعاع الشمس على مياه البحر. أنتِ من تبسط شعاع أنوثتها بحياء وحُسن راقٍ على مروج قلبي، الذي ينتعش كلما عطّرته بكلماتك، ورويته من همسات صوتك.
يا ملاك روحي، وبلسم جراحي أنت! آهٍ، كم أعشق وأحترم فؤادك النبيل الطاهر الفاتن الذي يسحر نفسي، ويجعل مني إنساناً مميّزاً، يرى بهاء الحياة منك، ومن نسائم حبّك أشعر بقيمة وجودي...
أصمت حينما تتكلمين لأشنّف آذاني، فيسكر فؤادي من تغاريد صوتك الحنون الرائع، ويترنّح غبطة. وأغمض عينيّ فأرى ابتسامتك تنبلج من وجهك، ثم تسكب نورها على مهجتي فأغبّ منها أكسير الحياة.
كلما التقينا بروحنا أحدّث الطفلة القاطنة في أعماقك؛ وكم أهوى البراءة والنزاهة اللتين تصبغانها بأروع ألوان عرفها تاريخ الحب، ونقشتها المشاعر في الأفئدة… وها أنا أرسل مع المدى كلماتي؛ أحبك، أحترمك، وأعشق قلبك الطاهر يا ملاكي!
يصمت فيسود هدوء ممزوج بأمواج اليمّ، ثمّ يسمع ترددات همساتها مع طائر النورس: "هل مررت بالأمس على رصيف الذاكرة، حيث ذبلت عناقيد الزهور ولم تعتصر؟ أم نسجت من خيالات المارة السبيل بخيوط الشمس التي تتراقص على نبضات القلب وتعتمر النسيان؟ أم تلمّست بعيون الصباح نظرتي تلك التي أبت أن ترحل من أقبية البارحة، فبقيت لتنسلّ إلى سهد الليالي؟…
ثمّ عاد الهدوء، وبدأ الغروب يذوب، فانتفض فرحاً مبتهجاً: "حبيبتي التي لا يطالها الزمان، ولا تستطيع المسافات أن تفصلها عنّي، لأنها في عروقي، وتجري في دمي، وتخفق مع نبضات قلبي".
أنت يا أرقى نساء الكون وأجملهنّ! أنت يا ملاكاً يرتدي ثوب النضارة والفتنة! يا ملكة تقطن في تاجها الحكمة والطهارة...أحبك وللأبد (أنت أنا).