إن عدتني
في المنام
لا تقل ذاك حرام
ففي القلب ما زال
يتأجج الغرام
إن عدتني فالعود رحاب
فسحة لقيا بين السحاب
ضمة شقية
وسط الضباب
إن عدتني وكنتُ صفّيا
لا تنظر بتّة إليّ
يجرحني سهم العيون
وشمخة الأهداب
إن عدتني وكان اللقاء
شملة
وفي الجوّ تبرغل غيم السحاب
ولفّ كتفيك بالنرجس
من قطف الهضاب
وبعطر لو ساح
عاد الشباب
إن عدتني
فاللقاء الذي طال
والعمر الذي أفل معه
ستحيي جنة من رضاب
مسكها شفتيك
إن تقترب فالقرب لقيا
والوصال سراب
عُد بي الى تلك السنين
تغني عن كل حاضر
عُد بي الى الحنين
يطلع من كل هادر
خذني اليك
فوق بحار الصمت
مركب ينازع الموج
في تحطم ضلوعه
مركب تشلعت دفّته
من ربوعه
مركب نسي
الجمال في نبوغه
إن عدتني وانا في الرمق الأخير
ولم يقدر كياني على درء المصير
ولم تقوَ شفتيّ
على رد الجميل
حسبك الله والوكيل
وحسبي انني لقيتُ
وجدي
بين عينيك أستودع
رقدي
لأبقى دوماً خيال عينيك
وفيها ألثم شفتيك
من عمق قلبي
وكياني
إن عدت يوماً أصول السحاب
وطمرت فيها روحاً من سراب
ستفرخ أناملي تكتب
صلاة
لخالقٍ بعد خالقي
من ثبات
أعود اليك في الثانية
تلك الحياة الغالية
بعد حياة فانية
في درج الممات.