كل عام وأنتم بخير... مضى شهر رمضان الكريم على خير وسلام ، ومعه توقف الماراثون السنوي للأعمال الدرامية الذي ينشغل به البعض عن العبادات في الشهر الكريم، والإعلانات المختلفة لبعض المنتجعات السياحية والتجمعات السكنية المنتشرة في أنحاء القاهرة ومحافظات مصر المحروسة. وعلى الصعيد الآخر إعلانات التبرعات للفقراء والمساكين وتقديم مساعدات نقدية وعينية لهم، ولكنه موضوع نتطرق إليه فيما بعد.
ولكني أكتب مقالي اليوم يا سادة يا كرام بالأخص عن المسلسلات وأماكن تصويرها والتي كانت عبارة عن منازل قديمة متهالكة في الأحياء الشعبية القديمة والتي تكثر فيها المنازل العشوائية التي تعيش فيها بعض الأسر. ليست فقيرة بل تحت خط الفقر. ولن أنسى هنا أن أتوجه بالشكر لأحد الروائيين الكبار الذي أوحى لي بتلك الفكرة. أعرف أن تلك المسلسلات تنقل لنا وللسادة المسؤولين كم تعاني تلك الشريحة الكبيرة والتي تضم غالبية الشعب المصري المطحون الذي يجري خلف لقمة العيش دون النظر لأي اعتبارات مثلما شاهدنا مثلًا في مسلسل" أعلى نسبة مشاهدة" كيف كانت تبحث عن الشهرة والمال، دون النظر إلى العواقب الوخيمة التي تتعرض لها من خلال سوء استخدام بعض التطبيقات الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، وكيف رأيت كم من البشر يعيشون كأسرة واحدة في غرفة صغيرة بطول متر واحد وعرض مترين. ولن أخفيكم سرًا. لقد شاهدت ذلك على الطبيعة وليس فقط من خلال المسلسلات.
وهنا أتساءل هل الشعب المصري كله تلك الفئة فقط؟ لماذا لا تنقل المسلسلات الوجه الآخر والفئات الأخرى من المجتمع المصري الذين يسكنون في التجمعات السكنية الراقية... أعرف أن التصوير فيها يكلف الكثير ويكون عبئًا ثقيلا على شركات الإنتاج المختلفة للتصوير فيها، ولكن لماذا لا يتم ضرب عصفورين بحجر. وبدلًا من الإعلانات التي تفسد لنا متعة المشاهدة، وليس في رمضان فقط، ولكني أتحدث على مستوى جميع المواسم، ويتم التصويرفي تلك المنتجعات بغرض الإعلان عنها؟ لماذا لا يتم استغلال تلك المباني الجديدة بدلاً من المناطق العشوائية التي تظهر الوجه القبيح لمصرنا الغالية أمام العالم ونظهر من خلالها الوجه الآخر المشرف أمام العالم وتستعيد مصر مكانتها؟
أعرف أن في هذا العام قام الإعلام من خلال بعض أو معظم تلك المسلسلات بتحقيق أسمى أهدافه وهو الإرشاد والتوجيه، حيث قام بالتركيز على فئة الشباب وتعريفه نتيجة الاستخدام الخاطئ للسوشيال ميديا ووسائل التواصل والعواقب الوخيمة التي من الممكن التعرض لها. وشاهدنا كم هي خطيرة من كل الجوانب. ولكن كان من الممكن أيضًا إيضاح هذا من خلال استغلال الأماكن والمنتجعات السكنية الراقية التي نفتخر بها أمام العالم ونظهر بمظهر حضاري يعيد لمصر ريادتها؟