"أنا خوفي على ولادي من ظلم الأيام، على أرضي على بلادي، خوفي على الأحلام، ما بعرف نحنا لوين رح نوصل بكرا لوين لا بتنام العين ولا القلب بينام".
بهذه الكلمات عبرت الفنانة جوليا بطرس عن خوفها على الأجيال القادمة من الظلم والفساد. وهكذا هو حالي الآن، رغم صغر سني، إلا أنني أخاف على الأجيال القادمة من الزمن الذي أوصلنا إلى هذا الحال، فقد وصلنا إلى زمن قل فيه الصدق وكثر فيه الكذب، إلى زمن يفرط بالعدالة من أجل تحقيق البروباغندا. أصبحنا نعيش في مجتمع يشجع على ارتكاب المعاصي والبعد عن الدين، وأصبحت كلمة الحق غير مألوفة وطريق الصواب قلّ سالكوه.
لا أعني في مقالتي هذه أنني متشائمة بالمستقبل، ولكنني أكتب الأمور كما هي، بكل وضوح وشفافية. طالما أننا نعيش في زمن الفساد والفتن والبعد عن الدين، سيزداد خوفي على الأجيال القادمة وعلى المبادئ التي ستُغرس في عقولهم.
هدفي من مقالتي هذه هو أن تستفيق البشرية على أن الأيام المقبلة لن تكون سهلة طالما الطريق المسلوك لا يرضي الخالق. علّ وعسى أن تحمل الأيام المقبلة موجات من جبر الخواطر وراحة البال.
في هذه الحياة ظلم واستبداد
والسبب هو الفساد
هناك الكثير حول السلطة والقليل حول الوطن
ماذا عساي أن أقول أن سلطة تنشر الفتن
عن سلطة تتكلم باسم العدالة
فإن عدالتنا بأشد المحن
أصبحت في بلادي مثل الغريب
لا من يسأل عني
ولا من إنسان قريب
أصبحت بلادي للضعيف
وأصبح الشعب يشحذ الرغيف
وأصبح الشاعر حبره بالنزيف
وأصبح المتعلم هو السخيف
ففي حب بلادي لن أكون محايدة
بل سأكون متطرفة
وداعاً لسلطة تنشر الفتن
وأهلاً بسلطة تزف الوطن