شاهدت منذ عدة أيام أحد برامج المنوعات الذي كان يستعرض مسلسلات رمضان المنقضي التي حصلت على أعلى نسب من المشاهدات حسب آراء الجمهور والإحصائيات، ومن هو المسلسل الفائز من بين أكثر من ثلاثين مسلسلًا تم عرضها على مدار الشهر الكريم والتي نجح معظمها في إبهار المشاهد المصري والعربي وجذبه لمتابعتها على الفضائيات المختلفة أو المنصات الإلكترونية التي انتشرت في مجتمعنا بشكل سريع وكبير، وأصبح معظم الشباب يلجأ إليها هربًا من الهجوم التتري لكمّ الدعايات والإعلانات التي تفسد متعة المشاهدة ومتابعة سير الأحداث.
وكان من ضمن فقرات هذا التقرير الشيق الذي جذبني لمتابعته عرض لكواليس تصوير بعض المسلسلات التي كانت تحوي العديد من المشاهد الصعبة؛ من مشاهد معارك وغيرها والتي كانت تتطلب من القائمين على العمل الجهد المضاعف لينتج عنه عمل راقٍ يستحق أن يؤرخ لأجيال وأجيال أمثال مسلسلات "الحشاشين" و"جودر" ومليحة. هذه هي أبرز المسلسلات التي كانت تحتوي على معارك مختلفة وبالأخص مسلسل "جودر" الذي أخذنا من عالمنا الذي نعيش فيه إلى عالم آخر مليء بالسحر والخيال والأساطير المختلفة التي طالما سمعناها ونسمعها، وشاهدنا تلك العظمة التي صنعها صناع هذا المسلسل من ديكورات وملابس واكسسوارات، وأيضاً الممثلين الذين أبهرونا بأدائهم حيث ظننت أنهم لا يمثلون بل هم أناس حقيقيون يعيشون في الأساطير والحكايات، وكأن أبطالها يتحركون أمامنا. ومن هنا أحيي كل جهات الإنتاج على تضافرهم الجهة مع الأخرى وتسخير كل ما يملكونه من أجل الخروج بهذا المسلسل بأبهى صورة وزغللة عين المشاهد بمشاهد الغرافيك المختلفة ومدى الجهد الكبير الذي قام به هؤلاء من أجل هذا المسلسل.
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على لم نعد في هذا الأوان في حاجة إلى اللجوء للشركات الأجنبية والسفر إلى مسافات بعيدة والاستعانة بالأجانب مرة أخرى في تلك الأعمال، ولكننا أصبحنا من الدول الغنية بالكوادر الشابة في تلك المجالات، وأصبحنا في غنى تام عن الاستعانة بالخبراء الأجانب ودفع مبالغ كبيرة لهم، ولكن لا بد من توفير تلك المبالغ من أجل كوادرنا الشابة، وهؤلاء الشباب الذين يتعبون من أجل تشريف الدراما المصرية أمام العالم أجمع.
فلسنا أفل قدرة من الشركات الأوروبية والأميركية التي تقوم بعمل هذا الغرافيك وإنتاج مثل تلك الأعمال وتنفيذ المعارك والحروب. فلدينا في مصر منتجون ومؤلفون وملحنون وصناع ...إلخ، على مستوى عالٍ جدًا تجعلنا ننافس على العالمية ونحصل على جوائز عالمية مثل الأوسكار والغولدن غلوب.
ومن هنا أناشد شركات الإنتاج أن تقوم بالبحث عن الموهوبين في كافة المجالات وفي كل مراحل إنتاج العمل الدرامي، لأنهم موجودون في كل مكان، ولكن يحتاجون فقط إلى من يبحث وينقب من بين ملايين المصريين عنهم والأخذ بأيديهم وإمدادهم بكل ما يلزمهم حتى يستطيعوا أن يبهرونا بأجمل الأعمال التي تليق بمصر الحبيبة وتدفع الدراما المصرية إلى الأمام دائماً.