في ليلة قمرية هادئة، الفضاء صاف مرصع بالنجوم البراقة المتلألئة والتلال مزركشة بقناديل المنازل، يهب نسيم الربيع العليل يلفح أغصان الشجر المتراصفة على سفوح الجبال ويحمل معه أريج الأزهار البرية العطرة، تنجذب النفس نحو السماء وتتفتح براعم مشاعر الشوق والحنين وتترنح الروح جذلانة تتقطر كلماتٍ وتنهداتٍ في النفس، فتجري أصابعي على عجلة تغمر القلم وتنضح بحروف الفؤاد الخافق بروحها، ويخط بريشة إحساسه المرهف الصادق ما يلي: "أنت سراجي في ظلمة الأيام حينما أتوه ألقاك في أعماقي، أنت بوصلة درب عمري حينما تهب العواصف وتضيع سفينة أفكاري وأحلامي في بحر اليأس أستنجد بقلبك وأتخذ الصواب من حصافتك وحكمتك وأرتوي السلام من نقاء روحك ومن طهارة حبك المختبئ للأبد بين ضلوعي وكلما سمعت همسات صوتك تتغلغل في كياني السعادة والقوة معاً فيغدو العالم لعبة بين أصابعي...أحبك " . للحظات يسود سكون مقدس ويتوقف الزمن على رصيف مداد الحروف ويخفق نسر التأمل بجناحيه، يمسك بهدوء ودماثة باقة من المشاعر يرحل نحوها ليطأ عند شرفتها. ينظر إلى وجهها الملائكي ثم ينقر على زجاج نافذتها ويترك الباقة لها ويعود أدراجه نحو روحه وفي جعبته الأمان والسلام للقلب ورسالة عنوانها: أنت انا.