هل نحن مارّون في الحياة أم أنّ الحياة طيف مرّ بنا؟ هل نحن الحياة أم دمية يحركها المجهول كما تريد؟ يقولون أنّها أجمل شيء في الكون. تفعل ما تشاء تمضي قدمًا فيها لتحقيق أحلامك وفجأةً تدرك أنّها انتهت ولم تفعل شيئاً ممّا تريد.
أيام عصيبة في زمن قلت فيه سبل الحياة البسيطة. مرحلة عرفها معظمنا من الذين لم يولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب وماس. مرحلة لم يتوقّع أحد أن يعيشها أو أن يصل إليها.
من نحن في النهاية؟ ولماذا نظلّ نثابر كي توبّخنا الحياة. مثل تلميذٍ يوبخه أستاذه لأنّه لم يفهمها كما يجب؟ بئسها حياة كنا نقرأ بين حروفها كتبًا ظنناها مثلًا عليا لكنها في الواقع أسخف من أن تذكر كشبحٍ في كتاب. فالناس ثعالب؛ تقول شيئاً لتفعل النقيض؛ والواقع يغدر بك عند الوصول لمبتغاه.
هل نحن أحياء في هذا الكون أم أننا في مجرةٍ مات فيها الناس في أشكال من يقظة؟ هل الحياة مجرّد مهزلة أعطيناها نحن أكثر مما تستحق؟
يقولون أن علينا السعي. أن نسعى جاهدين لكي نحقق ما كنا نحلم به؛ ولكن أليست نهاية المطاف جارورًا بين جوارير الموت أو حفرةٌ تتوه فيها أسماؤنا؟
غربية الحياة حقًّا. تمارس علينا تقنيّات إغرائها؛ تقنعنا أن ليس فيها أيّ عيب؛ ولكن عندما نصل اليها تنهض فجأة من براءتها وتستمرّ بمراوغتنا حتّى تقتلنا.
اليوم ما عادت للفكر قيمة. بل أصبحت صورة عن تبجّح أو مجرّد كلمات لم يعد يهتمّ أحدٌ لحلّها؛ أو التفكير بها... نحن الآن في الحياة؛ وغائبون عنها في آن...