النهار

ألم يحن الوقت؟
نعم إنهم السلطة الرابعة، ونعم هم بشر.
A+   A-
نعم إنهم السلطة الرابعة، ونعم هم بشر.
إنهم الصحافيون الذين ينقلون الأحداث والوقائع ويسلّطون الضوء على شوائب أهل السلطة والمال. ويعملون على العديد من القضايا التي تجهلها الدولة وينشرون الوعي في المجتمع. إنهم صلة وصل بين الشعب والدولة.
الصحافة رسالة ليست وظيفة! كلمات الإعلامي هي إمّا طلقة تشعل الحرب وإمّا وردة سلام تزيّن بلاده. فهو يرمي نفسه بالنار، يتحمل غضب الناس في المظاهرات، يتقبّل جميع الإهانات، لا ينام اللّيالي لنقل الأحداث، يعرض حياته للخطر لحماية أهل الوطن. يلغي العديد من نشاطاته بسبب عمله، يخسر مرافقة شيخوخة أهله والوقت الثمين معهم. ويمنع عنهم إظهار مشاعره وإعطاء رأيه، يجبر أن يكون موضوعيًّا وحياديًّا. وفي بعض الأحيان يعود الإعلامي جثة محمّلة، لأن العالم مليء بالحقد والكراهية. وأصبح الإعلاميّ كبش محرقة. ولكننا سنقول للقاتل "لن ننقل الأخبار لننقل جثّة، حارب فاعلي الأخبار وليس ناقليها". وسنذكركم أننا نحن الصحافيين نسلط الضوء على جميع القضايا المتعلقة بأعمال الدولة اللبنانية الفاسدة، لنصحح شذوذها.
ومع الأسف، عالم الإعلام أصبح صالة عرض. نساء ورجال بأجسام وبشرة مثالية، يتدثرون بأبهى الثّياب، يجلسون جلسة ملوكيّة، أصواتهم واضحة... يمتلكون ثقافة واسعة ويتمتعون بذكاء خارق ويتكلمون عدّة لغات. وكأن ساكني منزل الإعلام هم من عالم معصوم عن الأخطاء الخارجية والداخلية. لا يمكننا أن ننكر أن تلك المعايير يجب أن تتوفر بكل إنسان، ولا ننكر أن الصحافي هو صورة مصغرة عن بلادنا، لكن علينا أن نكون واقعيين. الإعلامي لا يمكنه تحمل تلك الضعوطات والكتمان.
فهل عالم الإعلام خالٍ من العيوب؟
فإذا راقبنا عالم الإعلام من بعيد، نرى أن ساكنيه ليسوا فقط خريجين وخريجات صحافة. وهذا يعني أنه مجال واسع ويفتح أبوابه للجميع. ولكن هنالك أموراً لا تخفى وهي ىالاستغلال والإغراء... وأهم من كل هذا "الواسطة" هي أساس التوظيف في هذا العالم. هنالك إعلاميات لم يأخذن حقّهن ولم نستفد من ذكائهن وخبرتهن، لأننا انبهرنا بجمال الأخريات وخسرنا الكثير والكثير لتطوير عالم الإعلام.
أخيراً وليس آخراً، عالم الإعلام مثل غيره، متعب وفيه مخاطر كثيرة. ومثل ما قال زهير بن أبي سلمى: " لسان الفتى نصفٌ، ونصفٌ فؤاده فلم يبقَ إلاَّ اللحم والدم...".
فالصحافي إنسانٌ مجبول من أحاسيس ومشاعر وعقل مفكّر. فلماذا عليه العمل كالآلات والتصرف وكأنه غارق في المنايا.
ألم يحن الوقت لوقف تصنّع عالم الإعلام؟

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium