في آخر إحصائيات صدرت في العام 2023، كانت النتيجة أن القطاع السياحي في لبنان شكّل نحو 40% من الناتج المحلي الإجمالي حينها. مع العلم أنه أحد القطاعات الأهم والذي يجعل الصيف مزدهراً بازدهاره ويؤثر على الاقتصاد بشكل توافقي بينهما.
لقد كان عنوان موسم السنة هو "مشوار رايحين مشوار" والذي أطلقته وزارة السياحة، حيث يعمل هذا المشروع على تشجيع اللامركزية السياحية بالإضاءة على مناطق لبنانية أخرى، غير تلك التي تتصدّر لوائح السياحة دائماً.
وكان من ضمن هذه المناطق، بعلبك وزحلة في البقاع الذي لم يعرف السياحة المنتظمة إلّا قليلاً.
في ذلك، كانت زحلة السبّاقة في إطلاق حملتها "بِ زحلة"، بعدما باتت "مدينة الشمس" محط اهتمام اللبنانيين والأجانب، حيث لا يفوّت أحد منهم فرصة زيارتها، خصوصاً مع الاستقرار الأمني الذي شهدته في السنوات الأخيرة.
حملة "بِ زحلة" تعمل على الإضاءة على زحلة بمقاهيها وفنادقها، ملاهيها ونشاطاتها واحتفالاتها. حيث عمل أعضاء تجمع القطاع السياحي في زحلة على إطلاقها اليوم من قصر زحلة البلدي بعدما كان قد بدأ العمل على الفكرة من العام 2019، بحضور نوابها ووزير السياحة "وليد نصار"، وبتمويل زحلي داخلي وخارجي لدعم هذه الحملة. فقد استعرض القائمون على الحملة تفاصيلها وطريقة تمويلها، كذلك عرضوا رؤيتهم لزحلة 2030 وما يرغبون القيام به والتوصل إليه.
لكن كيف سيكون هذا الموسم السياحي على الدليل السياحي؟
غياب تكافؤ الفرص وسياسات الرقابة من قبل الدولة، تدفع بكلّ أشكال الانهيار للواجهة. لقد بدأت تتفشّى أكثر في السنة الماضية ظاهرة الدليل السياحي غير المرخص، بل والذي لم يكن حتى خريج كلية السياحة. فتجد شباباً منهم اللبناني وغير اللبناني، ينظم رحلات بصفته دليلاً ويدخل المعالم الأثرية مع معلوماته الويكيبيدية وفي غياب رخصة الدليل أو حتى دخول الكلية الخاصة بها. في حين يزداد التنافس بينهم وبين خرّيجي كلية السياحة والحاصلين منهم على الرخصة، حيث إن سعر الجولة الذي يطلبونه أوفر من الآخر وأحياناً تجدهم يقدمون رحلات بالأسعار ذاتها. لكن ماذا عن تكاليف الجولات الخيالية؟
أمّا اللبناني فأين مكانه من هذا الموسم؟
البلد المنقسم على ذاته، يعيش قسم فيه الحرب والتهجير، والآخر ينظّم الموسم السياحي. لبنان، بلد الـ 10452 كم2 لا يفوت فرصة ليبين حدّة الانقسام فيه. فهل هذه دواعي الحياة بالاستمرار؟
رغم ذلك، ريما التوفيق بين الأمرين هو ضروري لتلاحم حياة الشعب.
لكن مهما تضاعفت الأزمات، وفي ظلّ فراغ المجالس البلدية، لن يفوّت اللبناني موسم السياحة. فالقلّة القليلة التي لن تحتفي بصيف هذا العام، خصوصاً مع قدوم مغتربيها من الخارج. ومع ثبات سعر صرف العملة الوطنية، اعتاد اللبناني هذا الوضع، فلم يعد غالباً يؤثر فيه. وإن أثر فذلك سيكون جزئياً.
وهذا بات جلياً بعد صدور لوائح تكاليف دخول المسابح والشواطئ، ووجدناها تعجّ بالشعب المنتظر للصيف. كذلك بالنسبة للحفلات التي تشحّ فيها بطاقات الصفوف الأولى بعد الساعات الأولى من الإعلان. ولكن هل المقاطعة ستؤثر في القائمين على الحفلات؟