النهار

يعاني الأطفال في لبنان من خوف متزايد بسبب التهديد المستمر للحرب، ما يؤثر بشكل كبير على صحتهم النفسية وحياتهم اليومية. هذه الحالة من الرعب والقلق المستمرة تتفاقم مع كل تصعيد أو توتر في المنطقة، حيث يعيش الأطفال في ظل شبح العنف والصراع.
منذ انفجار مرفأ بيروت في عام 2020، والذي كان حادثاً كارثياً هز أركان العاصمة اللبنانية، يعيش الأطفال في لبنان في حالة من الخوف والترقب. هذه الصدمة النفسية العميقة أثرت على حياتهم بشكل كبير، وزادت من حدة التوتر لديهم.
فالأطفال هم الفئة الأكثر تأثراً بالأزمات والصراعات، فيتعرضون لصدمات نفسية قد ترافقهم طوال حياتهم.
وبعد الحرب في غزة وامتدادها إلى جنوب لبنان، تهجّر عدد كبير من أطفال الجنوب الذين يستحقون وكل أطفال العالم السلام والأمان، وليس الخوف والمعاناة الدائمة.
بالإضافة إلى الشق النفسي، فإن ما يزيد من مأساة الحروب، الإصابات الجسدية البالغة التي يتعرض لها الضحايا ومنهم الأطفال، إذ يفقد البعض أطرافهم، أو سيقانهم، ما يتسبب في إعاقة دائمة تؤثر على حياتهم وحياة عائلاتهم بشكل كبير.
تترتب على هذه الإصابات تحديات كبيرة في التأقلم مع الحياة اليومية، مثل صعوبة التنقل والاعتماد على المساعدة الخارجية، ما يزيد من معاناة الأطفال والأسر المتضررة من آثار الحروب.
الأطفال هم الفئة البريئة والأكثر ضعفاً وعجزاً في المجتمع، ويجب حمايتهم وتوفير بيئة آمنة ومستقرة لنموهم وتطورهم. إذ لا يجب أن يعيشوا في حالة من الرعب، ولا يجب أن يكونوا عرضة للصدمات النفسية التي قد تؤثر على حياتهم بشكل دائم، من هنا يجب العمل بجد لحماية حقوقهم وضمان حياة كريمة وآمنة لهم، لكي يتمكنوا من الاستمتاع بطفولة سعيدة ومشرقة دون أي تهديدات أو خطر على سلامتهم الجسدية والنفسية.