اشترِك في نشرتنا الإخبارية
اللغة أساس المجتمع
11-06-2024 | 08:51
المصدر: النهار - لمى شاتيلا
تعتبر اللغة عنصراً من عناصر الحضارة. فلكل مجتمع في العالم، صغيراً كان أو كبيراً، لغته الخاصة التي يتميز بها والتي تميزه عن باقي المجتمعات. للغة دور كبير بالغ الأهمية على صعيد الفرد والمجتمع. فما هي الأدوار المختلفة للغة؟
عبر التاريخ، بحث الإنسان عن وسيلة للتواصل مع أخيه، الإنسان الآخر. فبدأ باستخدام الأشكال والرموز، ثم ألف الحرف. من اللغات القديمة مثلاً، اللغة الهيروغليفية واللغة السومرية. من هنا، بدأ مفهوم اللغة. للغة شكلان: شكل مكتوب وشكل منطوق. وبالشكلين، تشكل اللغة الوسيلة الأساس لتعبير الإنسان عن أفكاره ومشاعره ومبادئه وكل ما يريد التعبير عنه من قلبه وعقله، مشاعر الحب، الاشتياق، الحزن، الفرح، التفاؤل، خيبة الأمل، مبادئ اجتماعية، سياسية، فكرية، روحية، دينية، وغيرها.
لكل مجتمع لغته الخاصة التي تميزه عن المجتمع الآخر. وهناك عبارات وأمثلة وصور بيانية موجودة في مجتمع أو مجتمعات معينة، غير موجودة في أخرى. هذه العبارات والكلمات تصف عادات وتقاليد المجتمع، ثقافته، مبادئه، نمط حياته.
ومن خلال انتشار هذه اللغة، تتعرف المجتمعات الأخرى على هذا المجتمع. مثلاً، عرف الكتاب والشعراء اللبنانيون العالم على المجتمع اللبناني ولبنان، كبلد، من خلال كتاباتهم. مثال على ذلك، عندما كتب ميخائيل نعيمة: "لبنان، ذلك الجبل الأبيض، ما أعجز لساني وقلمي، بل ما أعجز أي لسان وقلم، عن وصف مفاتنه!...." أو مثلما حمل "جبران خليل جبران" لبنان معه في أقواله وكتاباته.
وقد نجد في ذات البلد أكثر من لغة أو مناطق في ذات البلد تتكلم لغات مختلفة عن بعضها البعض، ككندا، حيث يوجد مناطق فيها تتكلم بالإنجليزية وأخرى بالفرنسية. وقد يكون هناك لغة مشتركة بين عدة بلدان، فتعبر اللهجة وبعض العبارات الخاصة عن البلد أو المجتمع، كبلدان العالم العربي. فمثلاً، اللهجة اللبنانية تختلف عن تلك المصرية، وهناك عبارات وأمثلة تستخدم في مصر، لا تستخدم في لبنان، والعكس صحيح.
إضافة إلى ذلك، هناك عبارات وكلمات لا تتغير ولا تترجم من لغة إلى لغة، فتدل مباشرة على مجتمع أو بلد معين، كأسماء بعض المدن أو المعالم التاريخية أو التراثية في العالم، أو أسماء بعض أطباق الأكل والأطعمة. مثلاً، إذا قال أحد الأشخاص "تبولة" في الولايات المتحدة الأميركية، سيعرف المستمع مباشرة، أن هذه أكلة لبنانية وتدل على ثقافة لبنان. أو مثلاً، إذا قال أحد "كرواسان" – “Croissant” سيعرف المستمع مباشرة أنها فرنسية وتدل على ثقافة فرنسا. هذه أسماء لا تتغير، وهي خاصة بالبلد أو المجتمع الواحد.
للغة فروع ومجالات. اللغة حقل من الكلمات والمعاجم لا ينتهي. في اللغة الواحدة، هناك اللغة الأدبية، الاقتصادية، القانونية، العلمية، وغيرها من الفروع. مثلا، قد يكون هناك عبارة تستخدم في اللهجة العامة للبلد، لا يمكن استخدامها في نص قانوني. لا يمكن حصر اللغة في مجال معين أو مواضيع معينة. فهي معنية بكل المجالات، ولا يمكن التعبير ولا التواصل في أي مجال، إلا من خلالها.
يولد الإنسان ويترعرع على اكتساب لغة بلده. وتسمى لغة الإنسان التي تكون لغة بلده "اللغة الأم"، لأنها تصبح أكثر من مجرد كلمات أو عبارات، بل تصبح جزءاً من شخصيته وفكره ومشاعره. تصبح اللغة جزءاً من هويته. وهنا، نرى أن اللغة هي عنصر من عناصر الحضارة، حيث تكون جزءاً من هوية الإنسان وسفيرة الحضارة التي تنشر ثقافتها ومعالمها. ونظراً لأهميتها الوطنية، خصصت شعوب أياماً معينة في السنة للاحتفال بلغتها، كـ"اليوم العالمي للغة العربية".
أخيراً وليس آخراً، اللغة هي هذا العالم الواسع الذي لا حدود له، وهي هذا المجال الذي لا ينتهي. اللغة صديق الإنسان الذي يرافقه في كل الأوقات، وهي الصورة التي تعبر عن فكرة، موضوع، مجتمع، وحضارة في العالم.
عبر التاريخ، بحث الإنسان عن وسيلة للتواصل مع أخيه، الإنسان الآخر. فبدأ باستخدام الأشكال والرموز، ثم ألف الحرف. من اللغات القديمة مثلاً، اللغة الهيروغليفية واللغة السومرية. من هنا، بدأ مفهوم اللغة. للغة شكلان: شكل مكتوب وشكل منطوق. وبالشكلين، تشكل اللغة الوسيلة الأساس لتعبير الإنسان عن أفكاره ومشاعره ومبادئه وكل ما يريد التعبير عنه من قلبه وعقله، مشاعر الحب، الاشتياق، الحزن، الفرح، التفاؤل، خيبة الأمل، مبادئ اجتماعية، سياسية، فكرية، روحية، دينية، وغيرها.
لكل مجتمع لغته الخاصة التي تميزه عن المجتمع الآخر. وهناك عبارات وأمثلة وصور بيانية موجودة في مجتمع أو مجتمعات معينة، غير موجودة في أخرى. هذه العبارات والكلمات تصف عادات وتقاليد المجتمع، ثقافته، مبادئه، نمط حياته.
ومن خلال انتشار هذه اللغة، تتعرف المجتمعات الأخرى على هذا المجتمع. مثلاً، عرف الكتاب والشعراء اللبنانيون العالم على المجتمع اللبناني ولبنان، كبلد، من خلال كتاباتهم. مثال على ذلك، عندما كتب ميخائيل نعيمة: "لبنان، ذلك الجبل الأبيض، ما أعجز لساني وقلمي، بل ما أعجز أي لسان وقلم، عن وصف مفاتنه!...." أو مثلما حمل "جبران خليل جبران" لبنان معه في أقواله وكتاباته.
وقد نجد في ذات البلد أكثر من لغة أو مناطق في ذات البلد تتكلم لغات مختلفة عن بعضها البعض، ككندا، حيث يوجد مناطق فيها تتكلم بالإنجليزية وأخرى بالفرنسية. وقد يكون هناك لغة مشتركة بين عدة بلدان، فتعبر اللهجة وبعض العبارات الخاصة عن البلد أو المجتمع، كبلدان العالم العربي. فمثلاً، اللهجة اللبنانية تختلف عن تلك المصرية، وهناك عبارات وأمثلة تستخدم في مصر، لا تستخدم في لبنان، والعكس صحيح.
إضافة إلى ذلك، هناك عبارات وكلمات لا تتغير ولا تترجم من لغة إلى لغة، فتدل مباشرة على مجتمع أو بلد معين، كأسماء بعض المدن أو المعالم التاريخية أو التراثية في العالم، أو أسماء بعض أطباق الأكل والأطعمة. مثلاً، إذا قال أحد الأشخاص "تبولة" في الولايات المتحدة الأميركية، سيعرف المستمع مباشرة، أن هذه أكلة لبنانية وتدل على ثقافة لبنان. أو مثلاً، إذا قال أحد "كرواسان" – “Croissant” سيعرف المستمع مباشرة أنها فرنسية وتدل على ثقافة فرنسا. هذه أسماء لا تتغير، وهي خاصة بالبلد أو المجتمع الواحد.
للغة فروع ومجالات. اللغة حقل من الكلمات والمعاجم لا ينتهي. في اللغة الواحدة، هناك اللغة الأدبية، الاقتصادية، القانونية، العلمية، وغيرها من الفروع. مثلا، قد يكون هناك عبارة تستخدم في اللهجة العامة للبلد، لا يمكن استخدامها في نص قانوني. لا يمكن حصر اللغة في مجال معين أو مواضيع معينة. فهي معنية بكل المجالات، ولا يمكن التعبير ولا التواصل في أي مجال، إلا من خلالها.
يولد الإنسان ويترعرع على اكتساب لغة بلده. وتسمى لغة الإنسان التي تكون لغة بلده "اللغة الأم"، لأنها تصبح أكثر من مجرد كلمات أو عبارات، بل تصبح جزءاً من شخصيته وفكره ومشاعره. تصبح اللغة جزءاً من هويته. وهنا، نرى أن اللغة هي عنصر من عناصر الحضارة، حيث تكون جزءاً من هوية الإنسان وسفيرة الحضارة التي تنشر ثقافتها ومعالمها. ونظراً لأهميتها الوطنية، خصصت شعوب أياماً معينة في السنة للاحتفال بلغتها، كـ"اليوم العالمي للغة العربية".
أخيراً وليس آخراً، اللغة هي هذا العالم الواسع الذي لا حدود له، وهي هذا المجال الذي لا ينتهي. اللغة صديق الإنسان الذي يرافقه في كل الأوقات، وهي الصورة التي تعبر عن فكرة، موضوع، مجتمع، وحضارة في العالم.
