في الثالث عشر من شهر تشرين الأول من العام 2023، استهدفت آلة الغدر الإسرائيلية مراسل وكالة رويترز الصحافي عصام عبد الله. ما لبثت الوكالة أن عنونت الوكالة الخبر "وفاة مراسل رويترز عصام عبد الله".
ومنذ بضعة أيام، قرأت على موقع منح دراسية تابع للحكومة الأميركية رسالة تعزية بوفاة خريج إحدى المنح في غزة.
في كلتا الحادثتين، وفي حوادث أخرى مشابهة، الفعل واحد: القتل المتعمد من العدو الصهيوني بحق الأبرياء في كل بقعة في غزة، في جنوب لبنان وفي مناطق أخرى من لبنان.
يستهدف هذا العدو من شتى الفئات المجتمعية والعمرية. مرّة يستهدف أطباء، باحثين، مدرّسين، أطفالاً، مسنين، نساء ورجالاً. لا يفرق بين أي فئة، سواء في غزة أو في جنوب لبنان.
لكن وجه الشبه في كل ذلك أن تكتب المواقع الأجنبية وبعض الموقع العربية الأخبار باستخدام عبارات تخفي صورة الفاعل. تصرّ هذه المواقع على جعل القتل قضاء وقدراً. وفاة إنسان هو قضاء وقدر، وهو ليس نتيجة لفعل متعمد. كأن يحصل حادث سيارة فيموت السائق، أو يحدث للمرء سكتة قلبية فيفارق الحياة. أما من يموت في غزة أو في لبنان، فهو يقتل بآلة العدو، والفاعل هنا معروف جيداً.
تلك المواقع، التي تستخدم الاغتيال إذا كان الفاعل من غير العدو الإسرائيلي، أما إن كان المجرم إسرائيليّ الهوية، فالذي مات توفي قضاء وقدراً.
قيمة الإنسان عندهم تتجزأ، وثمة إنسان بسمنة وإنسان بزيت. عبثاً يحاولون اغتيالنا بمفرداتهم، لكننا أقوى من أن تهزمنا كلماتهم. ومن يحاولون تلميع صورته يلطّخها كل يوم بسفك دماء الأبرياء، وتدمير المستشفيات والجامعات والمدارس.