الأربعاء - 18 أيلول 2024
close menu

إعلان

أقل من 15 دقيقة للشهرة ...مشهورون لكن فارغون

المصدر: النهار - انديرا الشوفي
ظهرت مواقع التواصل الاجتماعي حاملة على عاتقها مهمة شهرة الناس في أقل من 15 دقيقة، وسرعة وصول ما يعرضه المرء من أقصى الشمال الى أدنى الجنوب. ومع زخم مواقع التواصل وتطورها السريع أُفسح المجال لانتشار مشاهير يقدمون محتويات متنوعة وسرعة انتشارها تفوق الخيال.
ظهرت مواقع التواصل الاجتماعي حاملة على عاتقها مهمة شهرة الناس في أقل من 15 دقيقة، وسرعة وصول ما يعرضه المرء من أقصى الشمال الى أدنى الجنوب. ومع زخم مواقع التواصل وتطورها السريع أُفسح المجال لانتشار مشاهير يقدمون محتويات متنوعة وسرعة انتشارها تفوق الخيال.
A+ A-
ظهرت مواقع التواصل الاجتماعي حاملة على عاتقها مهمة شهرة الناس في أقل من 15 دقيقة، وسرعة وصول ما يعرضه المرء من أقصى الشمال الى أدنى الجنوب. ومع زخم مواقع التواصل وتطورها السريع أُفسح المجال لانتشار مشاهير يقدمون محتويات متنوعة وسرعة انتشارها تفوق الخيال.
ولكن اختلفت الأسباب...
أصبحت هذه المواقع عامرة بالكثير من الأسماء المشهورة على اختلافاتها، فما بين الجاد الذي يقدم محتوى معرفياً وبين الوجه الآخر الذي يقدم محتوى فارغاً. فعلى إنستغرام مثلا تتفاوت الأسماء بين fashionista في التسلق على عدد المتابعين وزيادات تقدر بمئات الآلاف، لأنهن يقدمن أزياء أو مستحضرات تجميل جديدة. وكذلك الحال على فايسبوك ويوتيوب. أما الشهرة الواسعة حالياً، فهي على TikTok الذي يقدم محتويات بلا قيمة. فمنهم من يحرك شفتيه على أنغام أغنية شعبية وآخر يصور محتوى عن يوميات أسرته، وهذه تستغل فيهات الأفلام وآخر يعرض مطاعم وأماكن الاستجمام.
لكن الأغرب في هذه المحتويات أنها تحصد مئات ملايين المشاهدات دون أي سبب منطقي لهذا، ذاك العرض المستمر للذات على الآخرين بصرف النظر عن المحتوى، يدفعنا إلى التساؤل حول الأمر، ما هي نتيجة الشهرة السريعة الفارغة؟ وكيف هو حال الجماهير في التعامل مع مشاهير العصر الحديث؟ وهل تدعم الشهرة النرجسية أم نحن نسعى لنكون نرجسيين؟
حسب دراسات عالم النفس الأميركي "إبراهيم ما سلو" الذي أكد على أن الإنسان يحتاج إلى إشباع رغباته الفسيولوجية مروراً بالرغبات الاجتماعية، ليقف عن الحاجة إلى التقدير والتميز، ويكون ذلك عبر إشباع الرغبة المتمركزة حول "الأنا". فالبعض يسعى إلى المحبة والاحترام والآخر يسعى إلى حيازة الإعجاب.
فالهدف من الشهرة التي وفرتها منصات التواصل الاجتماعي جعلت المشاهير يظهرون النسخة الإيجابية من أنفسهم، ما يزيد الثقة بالنفس وتقدير الذات. أما النرجسية في تعريفها هي سمة شخصية تنطوي على رؤية الشخص لنفسه ككائن متفوق وأرفع مقاماً، مع الفرط في تقدير الذات.
ووفق الدراسات الكندية، فإن الأفراد الذين يمضون أوقاتاً أكثر على مواقع التواصل الاجتماعي يميلون إلى امتلاك شخصيات نرجسية وشعور دفين بعدم الأمان، ما يدفعهم الى ترويج ذاتهم كسلعة معروضة أمام الجمهور. الأمر الذي بدوره يؤثر على العلاقات الإنسانية بين هؤلاء المشاهير. وهذا يعني أن تكون شهيراً يجب أن تعيش في بحر من الإغواء، فالمشاهير بشكل عام أكثر جاذبية من الناس العاديين. ولكن هل يستحق الأمر؟

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم