النهار

العلم اليوم في لبنان معجزة
المصدر: النهار - فرنسيسكا موسى
العلم اليوم في لبنان معجزة
كم ضحكنا في الصغر على تعبير العلم مفتاح الحياة.
A+   A-
كم ضحكنا في الصغر على تعبير العلم مفتاح الحياة.
وتركنا الدروس تتراكم لنذهب ونلهو، سرحنا بين سهول الليل والسهر. تركنا أيام الدراسة وحيدة، والمستقبل يغفو في أحضان ضجيج الطفولة. 
النظام التربوي اللبناني نظام حرّ بحسب الدستور اللبناني. والتعليم إلزامي لجميع اللبنانيين للسنوات التسع الأولى من الدراسة الأساسية. وبعد ثلاث سنوات من الاستقلال عام 1943 تم إصدار منهج جديد واستمرّ العمل به لحين تأسيس المركز التربوي والإنماء. وتمّ تجديدها عام 1968، 1970، 1971، وبقيت متداولة فترة طويلة بسبب الحرب الأهلية التي عاشها لبنان لفترة زمنية طويلة. وفي عام 1999 آخر تعديل طرأ على المنهج التربوي، وكأنّ الزمن وقف في ذلك الوقت.
تعاني المدارس اللبنانية من عزلة عن العالم الحقيقي، وفي السنوات الأخيرة تبيّن لنا أنّنا لم نتقدّم في جميع المجالات. عندما اضطرت المدارس إلى الانتقال للتعليم عن بُعد بسبب جائحة كورونا، بدأت المشاكل تظهر. مع الأسف، لم يكن لدى لبنان البنية التحتية الكافية، سواء من حيث المدارس أو الطلاب. كانت فترة انهيار اقتصاد لبنان، حيث دمّر الفساد السياسي والمالي الوزارات. على سبيل المثال، وزارة الطاقة لم تعد قادر على توفير ساعات كافية من التيار الكهربائي للمواطنين، ووزارة الاتصالات تعمل بصعوبة بسبب تعطل خدمة الإنترنت. أُجبرنا على التعليم عن بعد.
وعندما نلقي نظرة على المنهج اللبناني وطرق التعليم نرى أوّلاً، إنّها غير عادلة لأنّها لا تأخذ في الاعتبار تنوّع قدرات الطلّاب. ثانياً، إنّ المعلومات التي يتضمّنها قديمة، صعبة، وتتطلّب الكثير من الحفظ، وكأنّ التلاميذ آلات ميكانيكية.
هذا العام، لم يتعلّم طلّاب المدارس الجنوبية سوى شهرين بسبب تداعيات طوفان الأقصى والعدوانية بين لبنان والكيان الصهيوني على منطقة الجنوب. بينما تلقت المدارس المنتشرة في باقي المناطق الأخرى تسعة أشهر كاملة. وفي النهاية أعلن معالي الوزير الدكتور عباس الحلبي أنّ الامتحانات الرسمية ستجرى، على الرغم من عدم جهوزية الطلاب بشكل كامل. وعلاوة على ذلك، البلاد تعاني من أزمة اقتصادية لا نهاية لها، وهي مديونة وتفتقر إلى المياه والكهرباء والطحين… والأهمّ تفتقر إلى الاستقرار الأمنيّ. 
نتساءل اليوم أين هي الدولة اللبنانية؟ أهي كفيفة لم ترَ أنّ هرم لبنان ينهار؟ وأنّ الجيل الجديد يهاجر دون النظر إلى الوراء؟ أو إنّها على علم بكلّ هذا، وكلّ رجل سياسي يستفيد على الصعيد الشخصي من هذا الانهيار. 

اقرأ في النهار Premium