أكتب كلمات سأرويها لنفسي عندما يصبغ الشيب شعري، تحفر خطوط ضحكاتي حول فمي وسهر الليل يصبغ لونه تحت عينيّ. ويداي ترتجفان من كثرة عمل شبابي.
كلمات أتمنى لو أنني رويتها لنفسي في عزّ شبابي.
اليوم جالسة بمكان راحتي منزلي، أتأمل أجمل ما أملك. عائلة، صحة، حياة مليئة بالمفاجأت والمغامرات لكنها هادئة. الأيام تمر وأنا غارقة بين مشاكل وهموم لا نهاية لها، وأفكار سوداوية تقيّد شبابي. أخاف من الفشل ومن ألسنة الناس. أركض بين مشاكل طيبة قلبي، أسعى لمساعدة الجميع ولا أحد يساعدني. أستغلّ وأنا على علم بذلك. أكذب نفسي ولا أصدق أحاسيسي والحقيقة لأنني تربيت على مبادئ تقول إن كوني أفضل، أسامح، أعامل الجميع بمحبة. أتجاهل حقيقة بعض الأشخاص، لأنني لو صدّقتها لكرهتهم.
كلمات لازالت تتردد في ذهني من كثرة ما سمعتها، لا تظهري حزنك، لا تبكي أمام الناس،... لا أعلم لمَ كل هذه الممنوعات. إننا بشر مجبولون من مشاعر وأحاسيس، فمن الطبيعي أن نشعر بتعب نفسي ونلجأ إلى معالج نفسي، لكننا لسنا مجانين كما يعتقد البعض!
سأرفض مساعدة الآخر إن كان الأمر سيؤثر عليّ بطريقة سلبية، سأظهر تعبي وحزني. سأعامل الناس كما يعاملونني، أحبوني سأحبهم، اهتموا بي ساهتم بهم، وإن أهملوني سأهملهم. لن أندم على فراق احد! من يريدني سيبقى بقربي، ومن تحلو حياته بفراقي سأتمنّى له أجمل اللحظات. سأظل محافظة على مبادئي وسأظل محترمة لأنني لن أنسى تربية أهلي. تمنيت لو لم أدفن حياتي بين علامات المدرسة والجامعة، لأنني اكتشفت أنها ليست سوى أرقام، فلا تعرف عنك. لا يمكنني أن أنكر أنها مهمة بعض الشيء لكنها ليست العنصر الأساسي من هرم الحياة بل هي تأتي في الثانويات.
ليت الزمن يعود، عندها لن أرهق نفسي على أمور سخيفة. لن أذرف دموعي سوى على أمور لن تعوض، سأعبر عن مشاعري وأعترف بحبي لأهلي وعائلتي كلها. هذه ليست كلماتي فقط بل هي كلمات كل شاب وشابة يعيشون بمجتمع يسجن العقول بكلمات جارحة لا دواء لها.