النهار

غزة بين ماضٍ عريق ومستقبلٍ مجهول
المصدر: النهار - لارا الحاج
غزة بين ماضٍ عريق ومستقبلٍ مجهول
تعتبر مدينة غزة من أكبر المدن في أرض فلسطين. يبلغ عدد سكان القطاع حوالي 1.4 مليون نسمة، كما أنها تتميز بأنها من أقدم المدن في العالم
A+   A-
تعتبر مدينة غزة من أكبر المدن في أرض فلسطين. يبلغ عدد سكان القطاع حوالي 1.4 مليون نسمة، كما أنها تتميز بأنها من أقدم المدن في العالم. ولمدينة غزة خصائص مميزة وضعتها في خانة المدن المميزة حول العالم خاصةً من ناحية الزراعة والصناعة. تعتبر مدينة غزة من أكثر المدن التي تركز على زراعة الحمضيات وصناعة النسيج، كما اهتم أهلها بصناعة الفخار والمنتجات الغذائية والألبسة المطرزة والتي تتميز كونها مصنوعة يدوياً. توافد العرب إلى مدينة غزة في عام 635م كونها مصدراً أساسياً للصناعة والاقتصاد، وفيما بعد أصبحت مدينة غزة مدينة إسلامية تتبع الشريعة الاسلامية، خاصةً أنها مدينة الامام الشافعي، والذي بدوره عمل على تأسيس مدرسة التفسير القانوني الإسلامي في قطاع غزة. كما يتميز قطاع غزة بأهم المعالم في العالم من ضمنها المجلس التشريعي الفلسطيني، جامعة الأزهر-غزة والتي تأسست بهدف تلبية حاجات التعليم لدى الشعب الفلسطيني وخاصة في مجال التعليم والحقوق وكلية التربية، بالإضافة إلى الجامعة الإسلامية، الجامع العمري الكبير، والذي يعتبر أقدم وأكبر مسجد في غزة. ويتميز هذا كونه سمي بهذا الإسم تكريماً للخليفة عمر بن الخطاب، بالإضافة إلى كنيسة الروم الأرثوذكس، والتي تتميز كونها تضم مجموعة من الكنائس الأرثوذكسية الشرقية بالإضافة إلى استخدام اللغة اليونانية.
أما اليوم، فتعيش مدينة غزة أياماً لم يسبق لها أن عاشتها من قبل. فالسابع من أكتوبر كان يوماً مفصلياً بالنسبة لغزة والغزاويين. ولكن الأمر في غزة يبدو كالكابوس الذي ليس له نهاية، ومن الصعب على العقل البشري أن يستوعب الكمية الهائلة من الدمار التي لحقت بالقطاع.
فقد بلغت الحرب على غزة يومها الـ268، من الدمار والقصف والأسر المستمر. وقد أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة يوم الإثنين، عن ارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين إلى 37،626 شهيد و86،098 إصابة منذ 7 أكتوبر. كما تبين أن أغلب الاصابات هي من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 10 ألآف مفقود تحت الدمار الهائل ومجاعة ضربت القطاع وأسفرت عن موت العشرات، والذين معظمهم من الأطفال أيضاً. وشددت وزارة الصحة على أنه "لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام حيث لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
أصبحنا نتحدث عن أرقام كبيرة جداً من الشهداء والمصابين والمفقودين، ولكن يبقى السؤال اليوم، إلى أي مدى يمكن للشعب الفلسطيني أن يصمد بوجه هذا الظلم والوجع المستمر؟ وكيف سيبدو مشهد غزة بعد الحرب؟ هل ستعود الحياة كما السابق؟ أم أن هذه الحرب قتلت الأحياء أيضاً؟ أسئلة كثيرة تدور في العقل وقدرتنا على التخيل أصبحت ضيقة جداً. حرب أجبرت الجميع على أن يكونوا شهداء!
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium