قال لها:
لا لن تتمزق أشرعة حبنا وسنجوب بحار العمر معاً بسفينة روحنا الواحدة، سنواجه رياح الأقدار وعواصف الأشرار بصمت صلب وإرادة لا تقهر. سنملأ مياه اليم من ورود الحب الصادق الطاهر ومن ياسمين أفكارنا النقية السامية حتى تصل مع الأمواج إلى شواطئ العالم أجمع وتحدث الأجيال بعطورها عن قيمنا ومبادئنا ووعد حب مقدس لا يموت.
كنا وسنبقى معاً ولتختفِ كل تقاليد البشر وكل قواعد النظام الكوني ولتندثر كل القوانين والشرائع، لا يهمني نعم ولا يعنيني أي أمر سوى وجودك في هذه الدنيا وضياء عينيك الفاتنتين وكلمات تتطاير فراشات من ثغرك وتهادى ىشعرك الساحر على كتفيك، نعم لا يستغويني أي أمر إلا جمال روحك والصدق القاطن في أعماقك ونبع الحنان والطهارة الذي لا ينضب في قلبك. لا يدهشني أي فكر سوى ذهنك، سوى عقلك المفعم بالحكمة والعدالة.
فما قيمة حياتي إن لم تكوني أنت موجودة ؟ وما هي رغبتي بالبقاء في هذه الدنيا إن كنت أنت بعيدة بروحك عني؟ قوتي وثباتي تحتسي النور من فؤادك وكل أمل وحلم منسوجان من حبك السرمدي الأزلي لروحي ومهما هرب جسدانا وافترقا خوفاً من البشر وظلم العالم والوجع من ضرباته وسياطه فلن يستطيع أن يقسم أبداً روحنا الواحدة ولا أن يغتالها فأجنحة روحنا من السماء وتنبض دوماً بأنفاسنا في هذه الأرض.