الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

ذكريات لا تنسى

المصدر: النهار - ناتالي نصر - الصف الثاني عشر - شوف ناشيونال كولدج
ذكريات لا تنسى
ذكريات لا تنسى
A+ A-
رغم التّعب الذي نبذله في عامِنا الدّراسي، والتذمّر من الامتحانات وأجوائها ورغبتنا بالمرح واللّعب، إلّا أننا نشعر بالحزن عند مفارقة كل هذا، خصوصًا ضحكاتنا ومشاغباتنا البريئة التي نحكيها بالضحك العميق، فلا شيء يوازي فرحتنا وسعادتنا مع الأصدقاء، فإنّنا حتمًا سنشعر بفراغ سيغمرنا عند نهاية هذا العام الدّراسيّ.
وداع المدرسة، شعور ممزوجٌ بالحزن والفرح، فبينما نشعر بالحزن حيال مغادرتنا هذا المكان المليء بالذكريات، إلّا أننا نعرف أنّ حياةً جديدة تنتظرنا مليئة بالتحديات وممزوجة بأحلى المشاعر. سيصبح كلّ منّا شخصًا راشدًا ذا دور مهم وفاعل في المجتمع.سنواتنا التي مرّت، مليئةٌ بالذكريات الجميلة والسّيئة معًا لكن بتعاوننا استطعنا أن نتغلب على المصاعب والتحديات. فهذه اللّحظات ستنغرز في قلوبنا، وسنظلّ فخورين بها. كانت تلك الفترة ليست مجرد فترة دراسيّة فقط، بل كانت مغامرة مليئة بالتجارب التي جمعتنا بأصدقاء لن ننساهم مدى العمر.كانت الفصول الدراسيّة تمثّل بيئةَ تعليميّة محفّزة،حيث تبادلنا المعرفة والأفكار مع المعلّمين وبنَينا صداقات قويّة وعلاقات متينة معهم. كانت الفسحات والمسابقات والأنشطة تنشر بيننا روح التّحدي وتمنحنا الفرصة للتّعبير عن أنفسنا وتطوير مهاراتنا.ففي كل يوم نشاط جديد ومهارة مختلفة ومعلومة جديدة. فترَك المعلمون بصمةً جميلة راسخة فينا لنكون شباب المستقبل الواعد.
   بعد خمسة عشر عاماً من اللّحظات التي تشاركناها معًا في مدرستنا يأتي وقت الفراق، وكلٌّ منّا يتجه نحو طرق مختلفة، فيمتزج في أعماقنا خليطٌ من الفرح والحنين والحزن. لقد كانت هذه السّنوات تحفل بالذكريات الجميلة التي لا تنسى. فينتابنا الفخر وتغمرنا السّعادة لِما حققناه خلال هذه الفترة، فقد اجتزنا سويًّا سنوات تعلّم وتقدّم وتجارب وتحديات، حتى جعلتنا تلك اللّحظات ننمو كأفراد و نتشارك الأفكار كمجموعة. وبِتنا نتذكّر بفخر الإنجازات التي حقّقناها والصّداقات التي أسسناها والأوقات التي ضحكنا فيها وبكينا معًا. ومع ذلك لا يمكننا أن نتجاهل الحزن الذي يخيّم على قلوبنا عند تذكّر فكرة  الوداع. فبينما كنّا نتطلّع للمستقبل بتفاؤل وحماس، نشعر بالحنين للأيّام التي قضيناها، دون أن نتيحَ للأيّام القادمة أن تفقدَنا التّرابط الذي شعرنا به داخل جدران المدرسة والألفة التي جمعتنا والأخوّة التي انغرسَتْ فينا.
بين الفرح والحزن، نجد أنفسنا نتمنّى لبعضنا البعض النجاح والسّعادة والأمل في المستقبل وفي كلّ حين. وعلى الرغم من أنّنا سنفترق، ورُبّما ستبعدنا المسافات، إلّا أنّ الرّوابط التي شكّلناها لن تتلاشى أبداً، وستبقى ذكرياتُنا محفورةً في قلوبنا ما حَيينا.
ها قد وصلنا إلى نهاية هذه المرحلة، وجاء وقت الوداع، ورسَت بنا سفينة التّعليم على شاطئٍ سينقلُنا إلى رحلةٍ تعليميّة وعمليّة لا ندرك خفاياها، فنغادر معها مدرستنا بأحاسيسَ متضاربةٍ، ساعين للتّطلّع إلى بداية جديدة تنتظرنا....
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم