يعتمد الاقتصاد عامة على ركيزتين أساسيتين في قطاعاته المختلفة، فهناك القطاعات الاقتصادية الثابتة نسبيا كقطاع الزراعة و الصناعة و جزء كبير من قطاع التجارة و غيرها من القطاعات الاساسية في الدول عادة، كما وهناك القطاعات المتحركة كقطاع الخدمات وهذه القطاعات المتحركة تعتمد بشكل كبير على الاستقرار الداخلي و الاوضاع المحيطة والعلاقات بين الدول
ولعل من اهم انواع قطاع الخدمات في لبنان كان ومايزال القطاع السياحي، والذي يعتمد الاقتصاد اللبناني بشكل كبير عليه، فموقع لبنان و جفرافيته المتميزة و مناخه الفريد ومركزه كنقطة وصل و عبور بين الشرق و الغرب و خصائصه المصرفية والخدماتية وتنوع الحضارات التي تواجدت على اراضيه منذ الفينيقين والرومان و كافة الحضارات القديمة و الحديثة نسبيا، كل ذلك كان له تأثيرا كبيرا على اهمية جذب السياحة و علو شأنها في اقتصاده و الذي بات يعتمد عليه بشكل اساسي مع تراجع او بطئ نمو القطاعات الاخرى
ولعل هذا القطاع على اهميته في الاقتصاد حيث انه يشكل ثاني اكبر رافد للاموال في لبنان بعد التحويلات الخارجية، فانه بلاشك قطاع سريع التدهور، فعدم الاستقرار السياسي الداخلي والاعتداءات الاسرائيلية المتكررة تلعب دورا في كبح جماح الاعتماد على هذا القطاع رغم اساسيته في تركيبة اقتصاد لبنان
فعلى الدولة اولا واخيرا ولاجل تحسين هذا القطاع و تثبيته كركن اساسي في اعادة الاقتصاد اللبناني الى سابق عهده، العمل على الوصول الى استقرار سياسي في البلاد و وضع الاولوية الاقتصادية على باقي الاولويات، ومن ثم تبدا تفاصيل تحسين هذا القطاع كالدعاية السياحية و احسومات الموسمية كفصل الصيف و موسم التزلج و الاعياد و تحسين قطاع الفنادق و المطاعم و الاثارات وغيرها مما يزيد من اقبال اللبنانيين المغتربين كما و الاجانب ايضا، اضافة الى تحسين السياحة العملية كالمؤتمرات العلمية بكافة اشكالها