البياضة قريةٌ جنوبية صغيرة جدًا قريبة من الحدود اللبنانية -الفلسطنية. ولحسن الحظ تضم البياضة عائلة واحدة. تجلس هذه البلدة على رأس جبلٍ، على كتف البحر الأزرق النظيف الجذاب، ومن الجهات الأخرى تحضنها الأودية والجبال. كلّ من يقصد هذه البلدة يردّد الجملة نفسها: "منظر بردّ الروح".
نحن والبحر جيران
"نحن والبحر جيران" جملةٌ يرددها أهالي هذه البلدة بسبب المسافة القريبة بينهم وبين البحر، ثم لسبب آخر هو أن صوت أمواح البحر يصل إلى آذانهم في سهراتهم الليلية على شرفات منازلهم.
ولا ريب في ان معظم سكّان البلدة يعملون بصيد الأسماك. ووفق ما قال أحد أبنائها: "نحن ولاد البحر، عشنا وربينا ع هالشط". فأهالي البلدة يفضّلون سمك بحرهم بسبب شدّة نظافته. فشباب البلدة وأولادها وكبارها أولاد بحر بامتياز؛ فعند كلّ غرق يحصل في مكان قريب من البلدة تُردّد الجملة نفسها: "اِحكوا أهل البيّاضة هنّي أسود البحر".
المونة: رمز وطني ثابت
تعمل الكثيرات من ربّات المنازل على تحضير المونة المنزلية في موسمها، لا سيّما بعد أن تدهور الوضع الاقتصادي. فتحضير المونة حكاية جمال ولذّة لا تنتهي. هو عبارة عن "لمّة" عائليّة، تتناول أحاديث لا تنتهي، ومهما كان العمل كبيراً فسينتهي بسرعة من دون أن يشعر أحد. لدى أهل البلدة علاقة خاصّة بالطبيعة، فالزعتر الذي تفوح رائحته عند مداخل البيوت والحارات، ورائحة حطب الموقد، الذي يحضّر عليه رب البندورة، مكانة خاصّة. كذلك هي حال حلوى اليقطين، والكشك، والكبيس، وكلّ ما يخطر في البال...
المحاصيل الزراعية: رائحتها تغني عن طعمها
يعمل قسم كبير من أهالي البلدة في الزراعة بفضل الأرض الخصبة والمياه العذبة الصالحة لريّ المزروعات. ولكونها أرضاً ساحليّة قريبة من الشاطئ، فهي بالتأكيد تشتهر بزراعة الحمضيات والزيتون... وبالإضافة إلى المحاصيل الموقتة كالخيار البلدي، الذي تفوح رائحته في أنحاء الحقول، والطماطم البلدية الحمراء المتنوّعة، والبصل والبطيخ والشمّام وغير ذلك...
السياح يقصدون مطاعم البلدة
بعد ارتفاع دراجات الحرارة، ومع أول أيام الصيف، يتوافد السيّاح من كافة المناطق اللبنانية، ومن البلدان الأجنبية إلى البلدة، للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة، ومن أجل تذوّق الطعام اللذيذ. ففي كلّ عام، يزور هذه البلدة عددٌ كبير من السيّاح، ممّا دفع إلى إنشاء ٦ مطاعم. ويعتبر هذا الرقم كبيراً بالنسبة إلى مساحة البلدة الصغيرة.