الآن
في غزّة
تتساقطُ دموعُ الفراغِ على نوافذِ الغدِ..
تصوّبُ الطائرةُ صواريخَها
على صدرِ الفرحِ
لينامَ فوقَ بحيرةِ دمائهِ..
ترقدُ الكلماتُ في هزيعِ الليلِ وتحيلُ الذاكرةَ إلى شريطِ صورٍ وأحلامٍ ...
الآن..
في غزّة
يغادرُ البحرُ شاطئهُ تاركاً قبلاً وأحاديثَ مفككةً،
تاركاً أصابعَ فوقَ فنجانِ قهوةٍ يحتضنهُ الصباحُ ...
تاركاً دماً سالَ فوقَ
رسائلَ نزفتْ عشقاً فوقَ رمالهِ اللاهبةِ...
الآن...
في غزّة
يطوي الفرحُ آخرَ صفحاتهِ ويدخلُ في غيبوبةِ الزمنِ المغلقِ...
الآن..
في غزّة
تبحثُ الريحُ بينَ ركامِ أجسادٍ عن قرصِ عبادِ الشمسِ في منتصفِ الليلِ...
الآن..
في غزّة
تغلقُ الحقيقةُ فمَها بكمشةِ ملحٍ، ويفتحُ الغروبُ فمَه ليطبقَ على حناجرِ الصرخاتِ...
الآن..
في غزّة
كلُّ النوافذِ مشرعةٌ أمامَ الدمِ ..
الأطفالُ.. الأحلامُ...
الأيامُ...الأمكنةُ...
وأنتِ أيتهاّ الروحُ لم يبقَ لكِ سوى سنبلةٍ وطرقِ النملِ...
الآن..
في غزّة
تراجيديا الألمِ تغرقُ ما تبقى من حقولِ الشمسِ،
تفتحُ جرحَ الأملِ للملحِ...
الآن..
في غزّة
تقفُ القصيدةُ فوقَ رصيفٍ لتبيعَ بقايا سطورِها وتغلقُ رحلةَ وطن، بطعمِ الدمِ ...
الآن
في غزّة
يلملمُ الحلمُ أوراقهُ ويذهبُ عميقاً في رحمِ الوجعِ، ينتظرُ إغلاقَ ستارةَ القلبِ...
الآن
في غزّة
يغرقُ الصمتُ العربيُ في مقابرِ الأرواحِ تبعثرهُ الرياحُ ليطفو فوقَ أرصفةِ النسيانِ...
الآن
في غزّة
يجهزُ المسرحُ أبطالَهُ
ليعلنوا انتصارَهم على مشانقِ الموتِ...