إنّها ساعة الاستراحة، الاستراحة من القلق، من التّعب، من الهموم وتخابط الأفكار فوق الرّؤوس.
إنّه وقت عُزلة مُفيدة، نُزيل بها الأحزان والهموم الّتي وقعت في قلوبنا، نُبعثرها جانبًا مانعينها من أن تتدخّل في أحاسيس كياننا الصّادقة.
إنّنا نحتاج إلى الاستفادة من وقتنا، إلى التّطور بشكل عظيم نافع يُلبّي الأحلام الّتي تُراودنا.
إنّنا نخاف دائمًا أن نقفَ عند مستوى واحد من نمطيّة الحياة، نخشى الفشل ولكن نميل أكثر للثّبات والاستقرار. ولكن بين معضلة الطموح والبحث عن الاستقرار جسورٌ كبيرةٌ، يتجلّى فيها التّوتر والارتباك، والتّساؤلات الّتي ليس لها أجوبة... فنقف فيها حائرين، مناقضين، محصورين بأحاسيس التّراجع، مع أنّ نفوسنا لا يليق بها إلّا التّقدّم والارتقاء.
لا أعلمُ حقيقة إن كانت هذه الحالة الشّعوريّة المُعقّدة تُراودُ قسمًا من النّاس من دون القسم الآخر، ولكن أعلمُ أنّها في الغالب حقيقة علميّة نفسيّة، ولكن بالطّبع الوقوف في خضم حواجزها أمرٌ يُعرقل مسارات النّجاح.
فكيف بإمكاننا أن نتطوّر ونبحث عن تلك الحلقة الدّافئة والوقت الهادئ البعيد عن نزاعات التّخابط الفكريّ؟
كيف بوسعنا أن نكون أقوياء لدرجة نُرضي بها أنفسنا بحقٍّ؟
كيف سنجمع بين الرّاحة والتّعب، إن كانت معظم مراحل الحياة تعصف بقوى الإنسان بعُنفٍ شديد مؤلم؟
نريد الرّضا، نريد التماسه فعلًا! فوحده المُنقذ المُخلّص من كلّ هذا التّشابك الّذي إذا سيطر عليك هويتَ، وإذا خرجت منه ارتقيتَ!
الآن أنت في أمسّ الحاجة، إلى التخطّي، لتعدّي الخطوات الصّعبة، للصّبر! وما أدراكَ ما أهميّة الصّبر!
ترفّع عن كلّ فكرة سيّئة تُضايقك، احصرها في زاوية مظلمة وسوف تراها وحيدة تنطفئ!