النهار

حكاية مقاومة بقلم لبناني
المصدر: النهار - لارا الحاج
حكاية مقاومة بقلم لبناني
أنا لارا الحاج، شابة في العشرين من عمري، عُرفت ككاتبة مقالات، وأظهرت شغفي بكتابة القصائد، سواء الوطنية منها أو العاطفية. أما اليوم، فسأكتب عن ذاتي
A+   A-
أنا لارا الحاج، شابة في العشرين من عمري، عُرفت ككاتبة مقالات، وأظهرت شغفي بكتابة القصائد، سواء الوطنية منها أو العاطفية. أما اليوم، فسأكتب عن ذاتي، وسأعبّر عن مشاعري وأحاسيسي. لقد كتبت سابقًا عن الوضع الدقيق الذي نمرّ به في لبنان، ووجّهت عدة رسائل إلى اللبنانيين في ظلّ الظروف الراهنة، وكان قلبي مملوءًا باليقين والأمل بأنّ لكلّ مشكلة حلاً. وفي حديثي اليوم، سأركّز على هذا الجانب. خلال الفترة الأخيرة، كان العدو يمارس اختراقاً لجدار الصوت بين اليوم والآخر، بل لم يكتفِ بخرق الجدار مرة واحدة فكان يخرقه أكثر من مرة في اليوم.
لقد كنت مثل باقي اللبنانيين أشعر لفترة طويلة بالخوف الدائم، والقلق المفرط، حتى أصابني اكتئاب بسيط بسبب الأوضاع وفقدان الشعور بالأمان والطمأنينة. لكنني، وبالرغم من الخوف والقلق، واظبت على الكتابة، وتطرّقت إلى مواضيع الحرب والكفر والإيمان، بل كتبت عن أكثر الأمور التي كانت ترعبني وهو جدار الصوت، وقلت إنّه صوت وليس غارة أو قذيفة. فهل تعلمون لماذا استمررت في الكتابة عن الأمور التي كانت ترعبني؟ لأنني أيقنت أنه لا حلّ لي سوى مواجهة الخوف الداخلي، وأن الخوف في هذه الفترة أمرٌ طبيعي طالما أنه لا يتجاوز حدوده.
ما أردت قوله هو أن الخوف من المجهول أمرٌ صعب ويشتت الإنسان، لكنني أدركت في تلك الفترة أنني فتاة لبنانية مؤمنة بوطنها وشعبها وقادرة على المقاومة، لكن بطريقتي الخاصة، من خلال الكتابة. وأنا متأكدة أن لكلّ منا موهبة خاصّة مميزة، تساعده على ممارسة المقاومة بطرق مختلفة، ربما من خلال الرسم أو الموسيقى أو الشعر. وثمة العديد من المواهب والمهارات التي يمكن للإنسان استخدامها كأداة للمقاومة لإبراز صورة لبنان الجميل والقوي، وإعطاء صورة أبهى عن شعبه المقاوم والجبار والمؤمن بالوطنية والإنسانية والقضيّة.
لذلك، فإن الخوف من المجهول شعور طبيعيّ يراود كلّ إنسان مسؤول، لكنّنا بمواهبنا ومهاراتنا يُمكننا أن نغيّر الواقع، وحتى الظرف الراهن، إلى ثورة تنبض بالأمل والحرية والنصر لكلّ مستضعف على وجه الأرض!
لإخوتي اللبنانيين أقول: نحن في أمان الله وتحت رعايته، لأننا نسير في طريق الحق؛ وطالما أننا في هذه الطريق، فنصرنا قريب، وفتحنا مبين.

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium