وداعًا ضمير لبنان، رئيس وزراء لبنان الأسبق سليم الحصّ، الرّئيس الفخري لمجلس أمناء مدرسة شوف ناشيونال كولدج.
لا نرثي اليوم شخصًا عاديًّا بل نحن في موقع رثاءِ رجلٍ بأمّة، وهامة وطنيّة وأخلاقيّة لا تقارن بأحد.
كان من العظماء الّذين أنجبهم لبنان، ووهبهم قدرات وطاقات متميّزة ارتقت بهم إلى قمّة المجد.
الرّئيس سليم الحصّ رجل لا يشبه أحدًا، ورمز ليس ككلّ الرّموز، فما تركه من بصمات على صعيد الوطن وصعيد مدرسة شوف ناشيونال كولدج يضعه حتمًا في المرتبة العليا الّتي لا يجاوره فيها إلّا عدد قليل من مفكّري وقادة الوطن؛ فكان من طينة أخرى متميّزًا عن غيره بأخلاق عالية، وصدق في التّعامل، وتعالٍ عن المصلحة الشّخصيّة، واهتمامٍ بمصالح الشّعب، خلافًا لما كان عليه معظم المسؤولين في القطاع العام، الّذين كان جلّ اهتمامهم مصلحتهم الخاصّة على حساب هموم النّاس وحقوقهم.
لقد كان مدرسة فكريّة كبرى من خلال عمله كعضو في مجلس أمناء المدرسة، ومن بعدها كرئيسٍ فخريٍّ للمجلس، فكان يشدّد دائمًا على تربية نشء صالح يهتمّ بالمصلحة العامّة، متمسّكًا بالصّدق والإخلاص والتّفاني لما فيه الخير للجميع، وهذا ما دأبت عليه المدرسة في مسيرتها الّتي قاربت السّبعين عامًا.
رحم الله سليم الحصّ، وأملنا في أن يهتدي بمسيرته المشرقة السّياسيون اللّبنانيون للقيام بما فيه خير لوطنهم ومجتمعهم وشعبهم.
وداعًا يا رجل المبادئ والأخلاق.