النهار

سلاح الشيطان
حينما يغزو الشيطان بسلاح الشهوة يدمر المجتم
A+   A-
حينما يغزو الشيطان بسلاح الشهوة يدمر المجتمع، وحينما يتسلل بالشهوة بين العائلات والأصدقاء وفي قلوب الضعفاء واليائسين يمزق الروابط إرباً ويصيب دماراً في الأرواح، فيسبب التفرقة والكره بين الأحباء والرفاق وفي العائلة الواحدة.
الشهوة أفعى سامة تنخر في العقل وتشل الأفكار وتجعل الشخص المصاب فاقداً للوعي والبصيرة، وهدفه فقط الوصول إلى هدفه. كما تبث في أعماقه شعور اللذة ويعمل تفكيره فقط في كيفية إغراء الشخص الآخر أو الانقضاض عليه حتى ولو كان الآخر من أقرب الناس إليه. في تلك اللحظات التي تسيطر فيها الشهوة تجعله مخدراً فيحاول بشتى الطرق والأساليب منها ما هو مقنع بالأحاديث والأناقة، ومنها ما هو بنظرات الأعين والأعمال الجنونية ليُبهر الآخر، فيصمت في أعماقه كل نداء للإنسانية والأخلاق والقيم وخوف الخطيئة أمام الله، فيغدو ضعيفاً أمام مشاعره السامة وقوياً في خرق كل أداب المجتمع، ضارباً بعرض الحائط أحاسيس الآخرين وكم سيؤذيهم ويجرح قلوبهم، والأخطر من تملك الشهوة في جسده أنه يلبس ثوب الملاك حتى إن كانت الفريسة ضعيفة وطيبة صدقته ووقعت في شراكه، عندها يكشر عن أنيابه ويظهر على حقيقته.
السلاح الوحيد لمواجهة هذا الخطر القاتل أولاً بالصلاة ومحادثة السماء وبالمطالعة والرياضة، وثانياً في استدراك ما يخدر مشاعرنا والانتباه مما قد ينتج بعد الوقوع في فخ الشهوة. حينما تضعف النفس فلننظر إلى السماء ولنتذكر أن الرب يرانا ولنغير تلك الطاقة الدفينة إلى الخير، إلى مساعدة الإنسان، الأطفال الجائعين، العجزة المشردين وأمور كثيرة تروي روحنا بالفرح والمحبة والصدق والقيم. جميعنا نتعرض للوقوع في حفر جمة في حياتنا، ولكن المهم أن نعود وننهض مجدداً وننفض عنا غبار الأخطاء ونكمل درب العمر على صواب، لا أن ننكسر ونعتبر أن أمرنا انتهى فنبتعد عن الأمل ويأكل روحنا شبح اليأس. أروع وأجمل ما في الحياة حينما نرتكب الأخطاء ونواجه تجارب الشر العديدة فنعود رافضين هذه الحال ونقف منتصبين متسلحين بالخالق واثقين من ذاتنا فتشرق شمس الضمير في أعماقنا وتمحو كل الظلمات ويشع فينا نور الخير والمحبة في قلوبنا فتغدو نقية طيبة رائعة فنتعافى من هذا المرض الخبيث ونحمل راية الإنسان نكمل السير بنجاح تلو الآخر في هذا العالم بكرامة ورضى نفسي كبير.




الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium