كيف أحيا
دون أن أقفز كلّ ليلة إلى أحلامك،
أتأبّط حنينك،
أغرس أظافر اللوعة
في عنق اشتهائك؟
كيف ألجأ إلى الصمت
وأكوام الذكريات تثرثر
في الجزء المسكون بك،
هل سأصمد أمام صراخ أشواقي،
مَن يدري؟!
ربما سأركع ذات شغف
في حضرة عينيك،
وأقدم آخر فروض الوله،
أنا المتوجّعة حبّاً
قدري أن ألهث خلف همسك
كلّ صباح،
أستنطق دوائر السّكون،
أعربش على جدران الصّمت،
ألوِّح للحروف
علّها تعطف على قلبٍ هدّه الغياب
وترشقني بوابل من عطرك.
كيف أحيا...؟
ونبض في صدري يُناديك،
متوجّساً رجع الصدى
وهجراً قد بات قاب عمرين وأدنى؟
كيف أكتبك
وقد أغلقت القصيدة أبوابها
وفرّ الحبر هارباً؟
هل أغرق من جديد في بحر النداء،
أم أنتظر قارب نجاة
ينقذني من لهيب شفتيك؟
كيف أحيا...
دون نبيذ يسكب كلّ ليلة
على أرصفة الانتظار
يناشد بوحاً عتقته السنون؟