تعتبر الاحزاب في لبنان مخزونا اساسيا للشباب اللبناني، ونعني بكلمة احزاب هنا كل الجمعيات السياسية والاجتماعية والشبابية على حد سواء، فمنذ انهيار السلطنة العثمانية و انحسار نفوذها على لبنان، نشأت تحركات حزبية ادت الى تكاثف القوة السياسية كل الى حزبه و ادت الى ارساء قواعد الوطن فيما بعد، وكان لهذه الاحزاب حينها اليد الفاعلة للتجمع السياسي الشبابي فيها
وتطور المفهوم الحزبي في لبنان ايجابيا وسلبيا بالتوازي مع الاوضاع المتغيرة داخليا وخارجيا، وانقسمت الاحزاب بين المعسكرات المتعددة في فترات متغيرة من تاريخ لبنان بعد الاستقلال، فمن العروبة الى الوطنية الى العلمانية الى احزاب اللون الواحد الدينية وغيرها، كل ذلك المفهوم تغير بالكامل مع اندلاع الحرب الاهلية اللبنانية وتحول الاحزاب السياسية بمعظمها الى احزاب معسكرة ومسلحة والتي طغت عليها الافكار الطاىفية والمناطقية، وبرزت قوى جديدة تمثلت في الاحزاب الدينية والتي تمكنت من ضم العديد من شباب لبنان تحت قبتها نظرا للتعصب الذي تغلغل في نغوس اللبنانيين ايام الاحداث
ومن هذا المنطلق ومع الانهيار الحاصل اليوم في مؤسسات الدولة على كل الصعد السياسية و الاجتماعية والاقتصادية، يتوجب الان على شباب لبنان اعادة هيكلة الاحزاب المتواجدة او اعادة بناء احزاب جديدة مبنية على الوطنية الصرف والخروج بلبنان من لعبة المحاور فهناك احزاب قادرة على التحول الكامل الى الوطنية كما كانت منذ تاسيسها واعادة برمجة اهدافها وفق النظام الذي قامة عليه والذي كان خلاصة فكر كبار لبنان انذاك، وهناك شباب قادر على تأسيس موجة جديدة من الاحزاب الاجتماعية لتحسين الواقع السياسي والاقتصادي للوطن ان المخزون الشبابي المثقف هو الامل الباقى لهذا الوطن لاستعادة عافيته وانتعاشه