في تمايل خطّك أرى أصابعك الناعمة تنثر الأنوثة بعطر روحها على الورق، ومن مداد قلمك أتأمّل لوحة الجمال والبراءة تلوّن الكلمات. هناك أحرف أرى فيها طفلة ترسم بشغف وبهجة وخطوط أخرى تكشف لي عن يد فتاة جميلة تحدّثني عن صاحبتها كم هي قديرة، ناعمة، وتتحمّل مسؤوليات جمّة فتواجه صعوبات الحياة الكثيرة بصبر وإيمان وإرادة لا تقهر. نعم في تأملي كتاباتك شعرت أنني جالس بقربك أرى ضياء وجهك، أنظر إلى أروع عينين عرفتهما روحي ومنهما ينطلق آلاف الأسرار والمفردات التي لا ينطق بها ثغرك. قرأت مراراً رسائلك وفي كل مرة كنت أرتشف منها عبير القوة وعطور حب مطمور في أعماقك لم تودين الكشف عنه خوفاً من السهام السامة في هذا المجتمع القاتل. أعيد القراءة وكلما تأملت مفرداتك علمت كم هي ممزوجة بآهات روحك وبنبضات فؤادك. ففي الكتابة جرأة لا يمتلكها الثغر ولا تتجرأ النفس على النطق بها. فالوصف البالغ الدقة والساحر في سرد تفاصيل مشاعرك المتوهجة اللامعة تكتب لقلبي بلغة روحنا الواحدة، بأبجدية لا تفقهها سوى الأنفس الطيبة المؤمنة بالسماء وما خلقه الله في أعماقنا من حب طاهر وإنسانية راقية.
أتصفح كتاباتك ولا أتوقف عن قراءتها مراراً فروحي تنشد معها تراتيل الفرح والحزن وترسم على وجهي الابتسامات والدموع. فبين حروفك تقطن طيور الحياة التي تغرد لروحي قيمة وجودي وأهمية بقائي في هذا العالم.