النهار

الحرب هي الحرب
المصدر: النهار - سعد نسيب عطاالله
الحرب هي الحرب
الحرب هي القتل والهدم وإهراق الدماء
A+   A-
الحرب هي الحرب
 الحرب هي القتل والهدم وإهراق الدماء.
الحرب هي سقوط الإنسانية في آتون المجازر والجرائم.
الحرب هي الفوضى والمآسي.
 الحرب هي غياب مطلق للقوانين، وكل من يتحدث عن قوانين الحرب، وقواعد الاشتباك، هو محض هراء.
الحرب هي صراع على الاقتلاع، والإبادة، وليست عمليات اقتراع وولادة.
 الحرب هي العدمية المطلقة في أقبح صورها، وتنسحق فيها  ومعها مشاعر الرحمة والشفقة.
 الحرب هي فنون قتالية تتسابق فيها أطراف النزاع على ابتكار وسائل واختراعات جهنمية للقضاء على بعضها البعض، تكون الغلبة فيها للذين يكونون أكثر خبثاً ودهاء.
 لا مكان في الحرب لعبارات شائعة مثل مقولة "يا امي ارحميني"، ولا لمساعي التهدئة التي يدعونها دبلوماسية!
 إن الضعفاء يلوذون وراء تلك "المساعي" حتى يوهمون أنهم متحكمون وصامدون، وهم بالحري فاقدو القدرة على مواصلة القتال وخوض غمارها.
 إن الأطراف المتقاتلة التي لا تجهز مسبقاً، وقبل زمن، كل وسائط جبهاتها، عتاداً، وعديداً، واستخباراتياً، وإعلامياً، ومالياً، ومؤخراً إلكترونياً، وسيبرانياً، هي حكماً فاشلة، ومصيرها الهزيمة الشنيعة.
لا مكان للأحزان والتعاطف مع المتقاتلين لأنهم اختاروا تقديم أنفسهم أضاحي على هياكل مبادئهم وطروحاتهم وطموحاتهم، وأن كل ما يتعرضون له من مآس وإجرام، يعود إلى خياراتهم التي لا يشاركهم فيها باقي الناس.
 لا حدود لمجازر الحروب ولا مكان فيها للأخلاقيات، إنما من واجب الأطراف المتنازعة أن تكون قائمة على مبدأ "العين بالعين والسن  بالسن" حتى تخفف من مشاعر الأسى لدى المجتمعات البريئة التي تتابع مجرى الأحداث. على سبيل المثال، أن  يكون الرد على إبادة الأطفال والنساء والشيوخ، فورياً وموازياً لإبادة أطفال ونساء وشيوخ العدو، لا أن تقتصر الردود على أبيات "الميجانا والعتابا"، وعلى "الزمان والمكان المناسبين". 
الحرب هي الحرب، ويجب عدم وقفها إلى حين سقوط جميع أطراف النزاع في دهاليز العدمية المطلقة، حتى لا تتجدد الحروب، ولا يبقى لها أثر بعد عين.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium