النهار

بعدما أشرقت "شمس العرب" من المغرب... هل تسطع فوق أرض قطر؟
أحمد محي الدين
المصدر: الدوجة- "النهار"
بعدما أشرقت "شمس العرب" من المغرب... هل تسطع فوق أرض قطر؟
المغرب.
A+   A-
يطمع العرب بالمزيد في مونديالهم القطري، ويعلقون الآمال على أحد منتخباتهم الاثنين والعشرين، لطرق أبواب اللقب العالمي للمرة الأولى في تاريخهم، وهو المغربي الذي يستعد لكتابة سطر جديد في سجلات المجد الكروي عندما ينازل "الجار الشمالي" البرتغالي اليوم على ستاد "الثمامة" (الساعة 17:00 بتوقيت بيروت) في الدور ربع النهائي لكأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر.

بلوغ "أسود الأطلس" الدور ربع النهائي عدّ مفاجأة لدى الجميع، لكونه إنجازاً يتحقق للمرة الأولى، إنما العالم بخبايا الفريق، يعي تماماً أن ما تحقق أمر عادي، لا بل ترجمة لمسار طويل من التطوير والتألق والاستثمار في المهاجرين والمحليين، فتشكيلة المغرب تمتلك كوكبة من أمهر اللاعبين في العالم، ويحترفون على أعلى المستويات، ويشرف عليهم المدرب وليد الركراكي يتقن "فن التكتيك".

مسار ممتاز للمنتخب العربي، بدأه بالتعادل مع كرواتيا سلباً، ثم الفوز على بلجيكا 2-0 وكندا 2-1، ثم إقصاء البطلة السابق إسبانيا بركلات الترجيح/ ولم تهتز شباكه سوى مرة واحدة بالخطأ، مسيرة تؤكد علو كعب المغاربة، الساعين الى التقدم أكثر، لدى مواجهتهم جاراً شمالياً آخراً هو المنتخب البرتغالي المتخم بالمواهب المميزة، فضلاً عن كريستيانو رونالدو سواء كان لاعباً أو محفِّزاً لزملائه.

ويأمل "أسود الأطلس"، الذين سيؤازرهم جمهور كبير بعد إنشار "جسر جوي" بين الدار البيضاء والدوحة، الى الآلاف لا بل الملايين من العرب، تقديم درس جديد في القتالية والوصول الى نصف النهائي كأول انجاز لمنتخب عربي وأفريقي على هذا المستوى.
 


سجَّل المغرب اسمه بأحرف من ذهب في النسخة الحالية عندما تخطى الدور ثمن النهائي للمرة الأولى في تاريخه وبات أول منتخب عربي يحقق هذا الإنجاز ورابع منتخب إفريقي بعد الكاميرون (1990) والسنغال (2002) وغانا (2010).

وأكد الركراكي أن لاعبيه سيبذلون "قصارى جهدهم مرة أخرى من أجل خلق مفاجأة جديدة ومواصلة الحلم". وأضاف "كلما تقدمنا في الأدوار كلما زادت المهمة صعوبة وأهمية، وقعنا مرة أخرى في مواجهة منتخب من بين أفضل المنتخبات في العالم يضم لاعبين يحترفون في أفضل الفرق العالمية مع أحد أفضل اللاعبين في التاريخ".

وأضاف "نعرف أن المهمة لن تكون سهلة مثلما كان ذلك أمام كرواتيا وبلجيكا وإسبانيا، على كل حال كل هذه المباريات هي بنفس مستوى الصعوبة، وسنبذل قصارى جهدنا مرة أخرى لخلق مفاجأة أخرى، طالما أنه لم يكن أحد يتوقع أن نذهب إلى ثمن النهائي أو ربع النهائي، ونحن لا يزال امامنا مباراة أخرى حتى ندخل أكثر في التاريخ ومتحمسون جدا للنجاح في التحدي الجديد الذي ينتظرنا".

وأشار إلى أن الاشادات بإنجاز المنتخب لا تشكل ضغطا سلبيا "بل إيجابيا، ليس لدينا ما نخسره. التحدي الذي ينتظرنا هو أن نلعب بشكل جيد مثلما فعلنا في المباريات السابقة. نعرف أن جماهيرنا متطلبة جدا وتطالب بالفوز باللقب، نتعامل مع كل مباراة على حدة ونتعامل مع الضغوطات بجانبها الإيجابي".

وأضاف "بسبب الاصابات وحالات المرض التي نعاني منها منذ البداية لم نلعب بمستوانا 100%، ولكن يجب أن نجد الحل، لدينا 26 لاعبا واذا كان هناك لاعب يمكنه شغل هذا المركز فسيقدّم كل ما لديه. أكرد لاعب مهم في الدفاع ولكن لدينا (جواد) الياميق و(بدر) بانون و(أشرف) داري بإمكانهم إنجاز المهمة".

نجاح المنتخب العربي اعتمد على المرونة الدفاعية وغموض خططه وتحركاته، وهو ما أزعج أخصامه اللذين عدّوه الورقة الأضعف.

"سيليساو أوروبا" قدم أداءً هجومياً متميزاً من دون نجمه كريستيانو رونالدو، عندما اكتسح نظيره السويسري بسداسية في الدور الثاني، وتميز غونسالو راموس وبرونو فرنانديش وجواو فيليكس فضلاً عن المخضرم بيبي.
 
العملاقان المخضرمان يتواجهان!

تواجه فرنسا حاملة اللقب والساعية إلى ثنائية تاريخية، في ختام الدور ربع النهائي على استاد البيت في الخور (الساعة 21:00)، منتخباً إنكليزياً يحلم بتكرار إنجاز العام 1966 ويأمل في تكرار انجاز بلوغه نهائي كأس أوروبا الصيف الماضي. رغم القوّة الهجومية لـ"الديوك" مع النجم كيليان مبابي هدّاف البطولة حتى الآن مع خمسة أهداف، باتت الأمور جديّة أكثر أمام منتخب "الأسود الثلاثة" المسلّح بروح الشباب والذي قاده مدرّبه غاريث ساوثغيت إلى نهائي كأس أوروبا الصيف الماضي عندما خسر بركلات الترجيح أمام إيطاليا.

المفارقة أن هاتين القوتين الأوروبيتين اللتين تفصلهما كيلومترات قليلة جغرافياً، لم يلتقيا إلا مرتين على المسرح الدولي، في 1966 عندما فازت إنكلترا بثنائية وكرّرت ذلك في 1982 بنتيجة 3-1.

السؤال الأهم الدائر حالياً قبيل المباراة، هو كيف سيتمكّن الإنكليز من السيطرة على مبابي القنّاص في الموقعة التي سيشهدها ملعب البيت. فيتطلع الظهير الأيمن كايل ووكر الذي من المحتمل أن يواجه مبابي مباشرة، إلى تفادي الانطباع القائم بأن مبابي هو التهديد الفرنسي الوحيد.
 


يقول مدافع مانشستر سيتي "أعرف أنه لاعب كبير لكننا لا نلعب كرة المضرب. هذه ليست رياضة فردية، إنها لعبة جماعية". ويضيف "نحن نعلم أنه لاعب رائع، وهذا هو السبب في أنه محور كل الأسئلة. لكن دعونا لا ننسى (أوليفييه) جيرو، الذي سجل (أهدافاً) لا تُعد ولا تحصى، و(عثمان) ديمبيليه، بالنسبة لي مثال جيد في الجناح الآخر".

في المقابل، فإن فوز فرنسا، بطلة 1998 و2018، على هاري كاين ورفاقه، سيحقّق هدف الاتحاد الفرنسي وسيضمن على الأرجح تمديداً للمدرب ديدييه ديشان. وقبل مباراة نصف النهائي المحتملة ضد البرتغال أو المغرب، فإن فوز "الديوك" سيكون رسالة قوية في عالم كرة القدم، إذ أنه منذ إنجاز البرازيل في العام 1998، لم ينجح أي حامل لقب بالوصول إلى الدور نصف النهائي من النهائيات التالية بعد حصد اللقب.

أما الإقصاء، فسيبدو وكأنه نهاية دورة كرة القدم الفرنسية، مع مدرب في نهاية عقده والعديد من اللاعبين الذين يخوضون بلا شك آخر كأس عالم لهم، على غرار جيرو، هوغو لوريس، وحتى أنطوان غريزمان.

سيعتمد الإنكليز أيضاً على خط هجوم قويّ سجّل حتى الآن ، يبرز فيه إلى جانب كاين، ماركوس راشفورد، فيل فودن، جاك غريليش، بوكايو هدفاً ساكا، وحتى رحيم سترلينغ.


الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium