النهار

كرة السلة اللبنانية تتميز محليا وآسيويا ودوليا... منتخب الذكور دون الـ16 سنة إلى بطولة العالم
نمر جبر
المصدر: "النهار"
كرة السلة اللبنانية تتميز محليا وآسيويا ودوليا... منتخب الذكور دون الـ16 سنة إلى بطولة العالم
منتخب لبنان دون الـ16 سنة.
A+   A-
لبنان في كأس العالم لكرة السلّة لفئة الذكور دون الـ16 سنة. كان الخبر ليكون عاديّاً لو كانت الظروف عادية، لكنّه يأتي في ظروف غير عاديّة بل استثنائيّة، ممّا يستوجب التوقّف عنده مليّاً والتأمّل فيه كثيراً.
تاريخ جديد يحفره لبنان في سجلّ بطولات العالم لكرة السلّة. إنجاز جديد للّعبة الوطنية الأولى يُضاف إلى إنجازات سابقة حقّقتها كرة السلّة على مدار سنوات طويلة.
بلوغ مسابقات كأس العالم ليس بالأمر السّهل في أوضاع وظروف عادية، فكيف الحال والبلاد تمرّ بظروف اقتصادية ومعيشية ومالية أقلّ ما يُقال فيها "إنّها مزرية".
تاريخ الجمعة في الـ17 من حزيران 2014 حُفرَ في ذاكرة كرة السلّة اللبنانيّة إلى الأبد. هو الرابع في السجلّ الذهبيّ لتأهّل لبنان إلى بطولات العالم، والباب مفتوح على ترجيحات لارتفاع العدد إلى خمس مرات عندما يتأهّل منتخب الرجال للمرّة الرابعة في تاريخه إلى بطولة العالم بعد المباراتين المقرّرتين في النافذة الثالثة من التصفيات المؤهِّلة إلى بطولة العالم أمام الأردن يوم الجمعة، في الأول من تموز المقبل، وأمام السعودية يوم الإثنين في الرابع منه، في مجمع "نهاد نوفل للرياضة والمسرح" في ذوق مكايل.
وبلوغ كأس العالم لم يعد حكراً على الرجال أو الذكور دون الـ18 سنة، علماً بأن التأهّل الأوّل للبنان إلى بطولة العالم لكرة السلّة جاء في الـ27 من تموز 2001، إثر فوز مُثير ومستحقّ على المنتخب الكوريّ الجنوبيّ، الذي أُصيب بعقدة المنتخب اللبناني، التي تعزّزت مرّة جديدة على أيدي منتخب الذكور دون الـ16 سنة. والتأهّل الثاني تحقّق في الـ15 من تموز 2005 عندما فاز منتخب الرّجال أيضاً على المنتخب القطريّ في صالة "الغرافة" في العاصمة القطرية الدوحة (القاعة نفسها التي حقق فيها منتخب لبنان دون الـ16 سنة إنجاز التأهل)، وبلغ بطولة العالم 2006، وحقق فيها انتصارين مدوّيين على المنتخبين الفرنسي والفنزويلي. والتأهل الثالث كان لمنتخب الذكور دون الـ18 سنة في مدينة "أورومتشي" الصينية، عندما حلّ المنتخب في المركز الثالث في بطولة آسيا، إثر فوزه على منتخب الصين - تايبه بنتيجة 83 - 60 في الـ9 من أيلول 2006، وبلغ بطولة العالم التي جرت في مدينة "نوبيساد" الصربية.
صحيح أنها المرة الأولى التي يبلغ فيها منتخب الذكور دون الـ16 سنة بطولة العالم للذكور دون الـ17 سنة، التي ستستضيفها مدينة "ملقة" الأسبانية، لكن الصحيح أيضاً أن لهذا التأهّل طعماً خاصّاً، لأنه جاء من رحم معاناة وطن وشعب وأزمات تتوالى الواحدة تلو الأخرى. هي ليست المرة الأولى التي يسقط فيها العملاق الكوري الجنوبي بميزانيته الضخمة وإمكانيّاته الهائلة أمام إصرار وإرادة وعزيمة اللبنانيين على الفوز.
الدقائق الأربعون المثيرة كانت "جسر عبور" للبنان إلى نهائيّات بطولة العالم بعدما سبق لمنتخب الرجال أن شارك ثلاث مرات في النهائيّات: مرّتين بالتأهّل المباشر، ومرّة عبر "وايلد كارد" ومنتخب الذكور دون الـ18 سنة.
في المباراة "الحلم" سقطت كلّ الأرقام، ولعب لبنان برجولة وعزم وإرادة للفوز، وقاتل اللاعبون على أرض الملعب غير آبهين بإمكانيّات وقدرات الخصم، متسلّحين بإيمانهم بوطنهم وبالشعب الذي يقف وراءهم؛ الشعب الذي يحتاج إلى فرحة في هذا الزمن الحزين والمؤلم، الشعب الذي يحتاج إلى الأمل في هذا الزمن المظلم والغامض. ما تحقّق أدخل الفوز والفرحة إلى قلوب كلّ الرياضيّين، وتحديداً محبّي ومتابعي كرة السلّة اللبنانيّة، كما أثلج صدر اللبنانيين المقيمين والمغتربين، خصوصاً في خضمّ هذه المحن الاقتصادية والحياتية والمعيشية اليومية.
نعم، ما تحقّق إنجاز جديد لكرة السلّة اللبنانيّة، لكن لا شكّ في أنّ هذا الإنجاز لا يعود فقط للّاعبين والجهاز الفنّي الذين بذلوا جهوداً جبّارة لتحقيق هذه النتيجة، بل يشمل كلّ القيّمين على اللعبة من الذين يعملون يداً واحدة تحت شعار "المضي قدماً بكرة السلّة إلى الأمام"، ويأتي في مقدّمهم النوادي والأكاديميّات التي لا تزال "تقاتل" لبقائها وصمودها في هذه الظروف والأوضاع الصّعبة، والاتحاد اللبناني لكرة السلّة ورئيسه أكرم حلبي، الذي أعطى بطولات الفئات العمريّة الأولويّة والاهتمام منذ اليوم الأول لدخوله الهيئة الإدارية للاتحاد اللبناني لكرة السلّة.
كرة السلة بخير، وهي تفوّقت سابقاً، ولا تزال تتفوّق على غيرها من الرياضات الجماعيّة المحليّة، لأنها الرياضة الوطنية الأولى التي دخلت كلّ بيت، وحظيت باهتمام كلّ شرائح وفئات المجتمع، ويتابعها لبنان المقيم والمغترب.
مرّة جديدة تؤكّد كرة السلّة اللبنانيّة تميّزها المحلّي، وحضورها العربي والآسيوي والدولي.
وكان لبنان حلّ في المركز الرابع في البطولة بعد فوزين على إندونيسيا بنتيجة 76 – 49، وقطر بنتيجة 78 – 54، وبعد خسارة أمام إيران بنتيجة 56 – 73 في الدور الأول، وفوز على المنتخب الكوري الجنوبيّ بنتيجة 72 – 64 في الدور ربع النهائي، وخسارة أمام المنتخب الأسترالي في الدور نصف النهائيّ بنتيجة 85 – 51، وأمام المنتخب النيوزيلندي في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع بنتيجة 62 – 89.
وأعدّ الاتحاد اللبناني لكرة السلّة استقبالاً رسمياً في صالون الشرف في مطار رفيق الحريري الدولي لبعثة المنتخب التي من المقرّر أن تصل إلى بيروت اليوم الإثنين عند السّاعة 18:30 بالتوقيت المحلّيّ.

اقرأ في النهار Premium