عدّت المملكة العربية السعودية مقصداً للأحداث الرياضية في الأعوام الأخيرة، بعد رياضتي "فورمولا-1" والغولف، ترى السعودية أن استضافة الألعاب الأولمبية هو "المبتغى" في ظل حقبة رياضية متنامية في الدولة الخليجية، وفق ما يؤكد وزير رياضتها في مقابلة مع وكالة فرانس برس، رافضاً في الوقت نفسه الاتهامات الموجهة لبلاده باستخدام الرياضة لتبييض سجلّها الحقوقي.
يقول وزير الرياضة السعودي رئيس اللجنة الأولمبية السعودية الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل لفرانس برس إن "تركيزنا الرئيسي الآن هو على دورة الألعاب الآسيوية 2034" التي ستقام بعد عامين من استضافة بريزبين الأسترالية لدورة عام 2032. ويُعدّ الاستثمار في الرياضة جزءاً من استراتيجية متعددة الجوانب تمت الموافقة عليها قبل ست سنوات لتنويع الاقتصاد المعتمد على النفط بالدولة الخليجية، في إطار المشروع الطويل الأمد لولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وفي العام 2034، ستستضيف العاصمة الرياض دورة الألعاب الآسيوية، وهو حدث متعدد الرياضات واسع النطاق، يرى الفيصل إنه يمكن أن ينذر باستضافة الألعاب الأولمبية الصيفية.
ويقول الوزير "نحن منفتحون على النقاش مع اللجنة الأولمبية الدولية حيال هذه (الألعاب الأولمبية) في المستقبل. أعتقد أن المملكة العربية السعودية أظهرت أنه يمكننا استضافة أحداث مماثلة".
ويضيف "بالتأكيد، ستكون الألعاب الأولمبية المبتغى بالنسبة لنا (...) لكننا منفتحون على ذلك وأعتقد أننا نستطيع ذلك".
أبرز الأحداث جاءت غداة مطالبة الأمم المتحدة بالإطلاق الفوري وغير المشروط لسراح الطالبة والناشطة النسوية السعودية والمُدانة بـ34 عاما سجنا سلمى الشهاب اثر نشرها لتغريدات منتقدة للحكومة. ذلك لأن السعودية تتعرض لانتقادات متواصلة حيال سجلّها الحقوقي خصوصاً تجاه الناشطين الحقوقيين، إذ أقدمت المملكة على إعدام 81 شخصاً في يوم واحد في آذار من العام الحالي.
لذلك، تُتهم الرياض بشكل روتيني بأنها تستخدم الأحداث الرياضية في محاولة للتغطية على الانتهاكات الحقوقية، وهي ممارسة يُطلق عليها اسم "الغسيل الرياضي". لكن الأمير الفيصل يقول إن الانتقادات بعيدة عن الواقع: "إننا نتقدم، ونتحرك نحو مجتمع أفضل، ونتحرك نحو نوعية حياة أفضل، وبلد أفضل، من أجل المستقبل". ويتابع الوزير أن "الحقائق تدل على أن استضافة هذه الفعاليات تعود بالفائدة على شعبنا وعلى التغييرات الجارية وعلى الحياة في السعودية".
وأبدت السعودية رغبتها أيضاً باستضافة كأس آسيا 2027 ونسخة السيدات في العام 2026، إلى جانب دورة الألعاب الآسيوية الشتوية لعام 2029 في نيوم، المشروع المستقبلي الضخم على البحر الأحمر.