انفجار بيروت لم يكن انفجار كغيره، بل كان الأضخم على الإطلاق، دمر مدينة بشكل شبه كامل. هيروشيما انتقلت إلى هنا، إلى لبنان، حيث فاقت المشاكل قدرة الشعب التحمليّة، خصوصاً في الآونة الأخيرة.
مشاكل اقتصادية، أمنية، اجتماعية، هجرة تفوق خيال اللبنانيين وكل من عاش وترعرع في أحضان طبيعته وجباله الرائعة ومناخه، الذي لطالما تهافت السواح للاستمتاع به.
4 آب لم يكن كغيره، دمّر العاصمة ودمر معها أحلام أطفال لطالما حلمت بلبنان المستقبل. دمر طموحات الشباب اللبناني وذكريات الجيل، الذي شهد على حرب ما زالت أصداؤها تتردد حتى اليوم.
من هنا، أتت فكرة حملة "تسلق لبيروت" أو "Climb for Beirut"، والتي تقوم على جمع تبرعات مادية يعود ريعها لجمعية "حمايا" غير الحكومية، المتخصصة في قطاع حماية الطفل، والتي تعمل جاهدة على منع العنف ضد الأطفال وتقديم الدعم اللازم لهم على المستوى النفسي والاجتماعي والقانوني وتسمح لهم بإعادة الاندماج كأعضاء منتجين وناشطين في المجتمع.
بالتعاون وبدعم من اتحاد الهوكي الجليدي اللبناني، قررت المتسلقة اللبنانية جويس عزام، بكونها سفيرة أطفال جمعية "حمايا" أن تتسلق 7 قمم لبنانية تتعدى ارتفاع الـ3000 متر، في منطقة القرنة السوداء – شمال لبنان. وذلك نهار الأحد الواقع في 4 تشرين الأول 2020 تزامناً مع مرور شهرين على انفجار مرفأ بيروت، وذلك لدعم جمعية "حمايا" مادياً لتواصل عملها بإعادة رسم أحلام أطفال نكبة بيروت.
تسلق 7 قمم يتعدى ارتفاعها الـ3000 متر أمر لطالما مارسته جويس في تمارينها، ولكن هذه المرة الموضوع يختلف لأنها قررت أن تتسلق من أجل أطفال بيروت، ومن أجل أحلامهم، ومن أجل الأمل الذي نرفض أن ينطفئ كشمعة بيروت.
سينطلق مشوار عزام في الجبال اللبنانية، في المكان الأحب إلى قلبها من الساعة السادسة صباحاً حتى الانتهاء مع غروب الشمس.
وكانت جويس عزام حققت العام الماضي حلم تسلق جبل إيفرست، لتصبح بتحقيقه ثالث امرأة عربية وأول امرأة لبنانية تحقق إنجاز تسلق السبع قمم.
سبق لجويس أن تسلقت جبل دينالي في أميركا الشمالية وجبل كليمنجارو في أفريقيا وجبل إلبروس في أوروبا وجبل بونشاك جايا وجبل كوسيوسكو في أوقيانيا وجبل أكونكاغوا في أميركا الجنوبية وجبل فينسون ماسيف في أنتاركتيكا.
واجهت متسلقة الجبال اللبنانية جويس عزام في عام 2015 صعوبات وعقبات مالية، لكنها ثابرت للوصول إلى حلم سرعان ما تحول إلى حقيقة.