حظيت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف باستقبال الأبطال في مسقط رأسها تيارت، بعد إنجاز الفوز بذهبية وزن 66 كلغ في أولمبياد باريس حيث تجاوزت جميع ما واجهته من جدل حول هويتها الجنسية.
وتدفق مساء الجمعة آلاف الأشخاص في شوارع هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها قرابة 200 ألف نسمة، والواقعة على بعد 340 كلم جنوب غرب الجزائر العاصمة، لتحيتها بعد تتويجها التاريخي في أولمبياد باريس وذلك بحسب مراسل وكالة "فرانس برس".
وعندما سُئلت خليف عن الشكوى التي قدمتها بشأن التحرش الإلكتروني، لم تشأ الإجابة لأنه: "اليوم هو يوم احتفالي وسأتحدث عن هذه المسألة في الوقت المناسب".
لكن مدربها محمد شعوة أفاد أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يتابع شخصياً هذه القضية، موضحاً: "قال (الرئيس) إننا لن نتخلى عن حقوقنا"، مشدداً على أن عودة خليف كانت "يوماً... للفرح" وأنه ينبغي معالجة المسائل القانونية في المحافل المناسبة.
وفتحت النيابة العامة الفرنسية تحقيقا إثر شكوى تقدّمت بها الملاكمة الجزائرية بتهمة التحرش الإلكتروني الجسيم، وفقاً لما أعلنه مكتب النيابة العامة في باريس الأربعاء.
ووقعت خليف ضحية جدل حول هويتها الجنسية منذ وصولها إلى باريس بسبب إيقافها من قبل الاتحاد الدولي للملاكمة، لكن ذلك لم يؤثر على معنوياتها وشقت طريقها حتى نهائي وزنها حيث تغلبت على الصينية ليو يانغ المصنفة ثانية 5-0 بإجماع الحكام، وأصبحت أول ملاكمة جزائرية وأفريقية تحصد ميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية.
باتت الملاكمة الجزائرية على مواقع التواصل الاجتماعي، ضحية لحملة كراهية وتضليل مشوبة بالعنصرية وتقديمها على أنها "رجل ينازل النسوة".
كل ذلك لا يعني شيئا بالنسبة لأهل تيارت الذين احتشدوا منذ الصباح لرؤية بطلتهم التي وصلت عند حلول الظلام على متن حافلة برفقة سيارات الدرك.
ووسط هتافات "إيمان خليف" و"وان، تو، ثري، فيفا لالجيري" (أي واحد، اثنان، ثلاثة، تحيا الجزائر)، صفق الناس لبطلتهم المحاطة بشكل خاص بأفراد عائلتها.
وقالت خليف: "الترحيب الذي تلقيته اليوم كان حارا. من حق جميع الجزائريين والجزائريات أن يفرحوا ويستمتعوا"، مضيفة: "حتى رئيس الجمهورية هو في الواقع الداعم الأول لإيمان خليف، وهذا يدل على أن الجميع من دولة وشعب مساندون للرياضة. أنا على قناعة بأن الرياضة رسالة للشعب".