بين فريق يسعى إلى التأكيد أنه حاضر دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين، وآخر يبحث عن استعادة مكانته التاريخية والتربع على عرش أكثر الفرق إحرازاً للقب، يتواجه غولدن ستايت واريورز مع بوسطن سلتيكس اعتباراً من الخميس في أولى مباريات سلسلة نهائي الـ"أن بي آي".
بعد فشله حتى في الوصول إلى الأدوار الإقصائية "بلاي أوف" خلال الموسمين الماضيين متأثراً بالإصابات في صفوفه، عاد واريورز مجدداً إلى "حيث ينتمي" بحسب نجمه ستيفن كوري، بتأهله إلى النهائي بعد حسمه سلسلة نهائي المنطقة الغربية 4-1 على حساب دالاس مافريكس.
وأكد فريق المدرب ستيف كير أن غيابه عن الـ"بلاي أوف" في الموسمين الماضيين، بعدما اكتفى في 2019-2020 بـ15 فوزاً فقط في الموسم المنتظم وفي الذي تلاه بـ39، لم يكن نتيجة انتهاء حقبة تاريخية توج خلالها الفريق بثلاثة ألقاب ووصل فيها الى النهائي خمس مرات متتالية، بل بسبب الإصابات التي لاحقته، لا سيما كلاي تومسون الذي ابتعد عن الملاعب سنتين ونصف.
وعلق لاعب الارتكاز كيفون لوني الذي كان ضمن الفريق الفائز باللقب عامي 2017 و2018، على ما مرَّ به واريورز في الموسمين الماضيين، قائلاً "في تلك الفترة الصعبة، كنا نخسر لكني أعتقد رغم ذلك أننا كنا ما زلنا نملك مجموعة جيدة من الشبان".
تابع: "كان بإمكاننا المحافظة على الثقافة ذاتها في غرف الملابس، حتى وإن كنا نخسر. استمرينا في اللعب بنفس الأسلوب...".
ورغم أن الفريق عزز صفوفه بضم الكندي أندرو ويغينز وجوردن بول والكونغولي جوناثان كومينغا الذين لعبوا دوراً مؤثراً في عودة واريورز الى القمة مجدداً، كان الاعتماد الأساسي في الانتفاضة على الحرس القديم، على "سبلاش براذرز"، أي الثلاثي ستيفن كوري-كلاي تومسون-درايموند غرين.
الآن وبعدما وضع خلفه خيبة الموسمين الماضيين، يجد واريورز نفسه أمام فرصة استعادة زعامته معولاً على سجله في ملعبه "تشايس سنتر"، الذي حقق فيه تسعة انتصارات من أصل تسع مباريات خاضها هذا الموسم في الأدوار الإقصائية "بلاي أوف"، في إنجاز عادل به الرقم القياسي الذي حققه عام 2017.
ويمني واريورز النفس بمواصلة تألقه على ملعبه حين يستضيف المباراة الأولى (من أصل سبع ممكنة) في سلسلة النهائي الخميس، على أمل إحراز اللقب للمرة السابعة في تاريخ النادي والرابعة في آخر ثمانية مواسم، بعدما توج به بقيادة "سبلاش براذرز" أعوام 2015 و2017 و2018، وقبلها أعوام 1947 و1956 حين كان الفريق في فيلادلفيا و1975 بعد انتقاله الى كاليفورنيا تحت اسمه الحالي.
الأجواء ممتازة في غرف ملابس واريورز نتيجة التناغم الذي "يمكن تعليمه" للآخرين وفق ما أفاد كوري الذي نال لقب أفضل لاعب في نهائي المنطقة الغربية، موضحاً "ما يجعلنا مميزين ومختلفين هو قبل كل شيء جوهرنا وطريقة لعبنا وما نفعله".
"أفضل فريق متبقي في الأدوار الإقصائية"
ويعتمد ما إذا كان كوري سيحتفل بلقب الدوري الرابع في مسيرته على قدرة فريقه على التعامل مع خصمه المقبل سلتيكس الذي اعتبره الكثيرون الفريق الأكثر اكتمالاً في فترة ما بعد الموسم المنتظم.
بالنسبة للنجم السابق تشارلز باركلي، فالأمر محسوم "سلتيكس سيفوز بالسلسلة وسيفوز ببطولة العالم لأنهم أفضل فريق متبقي في الأدوار الإقصائية برأيي".
ويعود الفريق الأخضر الأسطوري الى نهائي الدوري للمرة الأولى منذ 12 عاماً بعدما تجاوز ميامي هيت في نهائي المنطقة الشرقية بسبع مباريات، ليضرب موعداً في سلسلة اللقب مع واريورز للمرة الأولى منذ 1964 عندما توج بطلاً على حساب الفريق الذي كان حينها في سان فرانسيسكو، ليحرز أحد ألقابه الثمانية توالياً بين 1959 و1966.
المرة الأخيرة التي تأهل فيها سلتيكس الى نهائي الدوري عام 2010، انتهى به الأمر بالخسارة 3-4 أمام غريمه التاريخي لوس أنجليس ليكرز، ما سمح للأخير بأن يصبح على بعد لقب من الفريق الأخضر قبل أن يعادله بـ17 لقباً في 2020.
وبالتالي، سيحصل سلتيكس على فرصته الآن لاستعادة الزعامة التاريخية والتربع مجدداً على عرش أكثر الفرق إحرازاً للقب بحال نجح في تخطي واريورز والفوز بلقبه الأول منذ 2008 حين كان في صفوفه الرباعي بول بيرس، كيفن غارنيت، راي ألن وراجون روندو.
ويعول سلتيكس بقيادة المدرب النيجيري الأصل إيمي أودوكا الذي استلم تدريب الفريق الصيف الماضي في أول مهمة له كمدرب أول بعدما كان مساعداً لغريغ بوبوفيتش في سان أنتونيو سبيرز من 2012 حتى 2019 قبل أن ينتقل الى فيلادلفيا سفنتي سيكسرز ومن بعده بروكلين نتس، على تألق الثنائي جايسون تايتوم وجايلن براون هجومياً، وماركوس سمارت وروبرت وليامس دفاعياً.
وبعدما كان خارج ترشيحات المنافسة على اللقب، حقق سلتيكس بداية نارية في الأدوار الإقصائية باكتساحه بروكلين نتس 4-صفر قبل تجريد مليووكي باكس من اللقب في الدور الثاني بحسمه المواجهة 4-3، ثم تخطى في نهائي المنطقة ميامي هيت الذي كان صاحب أفضل سجل في الموسم المنتظم، بانتزاعه بطاقة النهائي من معقل منافسه بالفوز عليه في المباراة السابعة الحاسمة الأحد.
ويعتمد مصير سلسلة النهائي على طريقة إدارة سلتيكس للفريق، لاسيما أن وليامس وسمارت يعانيان منذ أسابيع من الإصابات ما يطرح علامة استفهام حول قدرتهما على التحمل في حال ذهب الفريقان الى سلسلة طويلة حتى مباراة سابعة حاسمة.
كما قد تلعب خبرة النهائي دوراً حاسماً في تحديد هوية البطل، إذ لا يضم سلتيكس أي لاعب خاض سابقاً الدور النهائي، فيما يجمع واريورز في صفوفه خبرة 123 مباراة في سلسلة اللقب.
لكن أودوكا أصر على أن الخبرة لن تكون مشكلة، قائلاً: "لا أعتقد أن أياً من شباننا يشعر بالرهبة أو الخوف من هذه اللحظة على الإطلاق. نحن نفهم ما هو الأمر، نحن نعرف من هو الخصم المتواجد أمامنا، وبالنسبة لنا، كما الحال دائماً هذا العام، نقوم بعملنا كالمعتاد، نسافر على الطريق (المباريات خارج الديار) من دون أن يقلقنا ذلك بتاتاً".