بعدما طوى صفحة الموسم المتواضع، الذي قدّمه مع فريقه باريس سان جيرمان الفرنسي، يعوّل النجم البرازيلي نيمار على المنتخب الوطني لكي يستعيد بريقه ومكانته الشخصية بين الكبار، على أمل أن يتمكن في النهاية من قيادة "سيليساو" إلى لقبه المونديالي الأول منذ 2002 والسادس في تاريخه.
المشكلة التي عانى منها نيمار خلال الموسم المنصرم ليست مرتبطة بخروج سان جيرمان من الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا أو تنازله عن لقب الكأس المحلية واكتفائه باستعادة لقب الدوري المحلي من ليل، بل أن اللاعب البرازيلي شخصياً كان في أدنى مستوى له منذ وصوله إلى أوروبا عام 2013، حين انضم لبرشلونة الإسباني قادماً من سانتوس.
اعتُبِرَ نيمار الوريث البرازيلي الشرعي لنجوم مثل كاكا (2007) ورونالدينيو (2005) ورونالدو (1997 و2002) في المنافسة على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، لكن أحداً لم يتوقع بأن يصل به الأمر في 2021 ليكون في المركز 16 على لائحة التصويت الخاص بالجائزة المرموقة، في تراجع كبير مقارنة بمركزه الثالث عامي 2015 و2017.
بالنسبة للكاتب في الموقع البرازيلي "أول" ماورو سيزار، فيعتقد أن نيمار "أضاع فرصة الفوز بالكرة الذهبية"، وفق ما قال لوكالة "فرانس برس"، مضيفاً: "قد يخوض كأس عالم كبيرة (نهاية هذا العام في قطر)، لكني أراه يتراجع أمام نجوم صاعدين مثل (زميله في سان جيرمان كيليان) مبابي أو (النرويجي إرلينغ) هالاند".
في الـ30 من عمره، أنهى نيمار للتو موسمه الأقل مردوداً على المستوى الفردي منذ وصوله الى أوروبا، مكتفياً بتسجيل 13 هدفاً وتمرير 8 كرات حاسمة في 28 مباراة مع النادي الباريسي.
وحتى إنها المرة الأولى منذ وصوله الى القارة العجوز يفشل في تسجيل أي هدف في مسابقة دوري أبطال أوروبا التي أحرز لقبها عام 2015 مع فريقه السابق برشلونة.
وعانى البرازيلي مرة أخرى من المشاكل البدنية، لا سيما إصابة في الكاحل أبعدته عن الملاعب في 13 مباراة.
هل يكون مونديال قطر الفرصة الأخيرة؟
الإصابات لا تفسّر كل شيء: خلال المواسم الخمسة التي قضاها في سان جيرمان، لعب نيمار دائماً قرابة 30 مباراة كمعدل موسمي، لكن إجمالي أهدافه هو الذي شهد هبوطاً كبيراً، إذ انتقل من 28 في موسم 2017-2018 الى 13 فقط خلال الموسم المنصرم.
ولم يعد البرازيلي ضمن المراكز العشرة الأولى في ترتيب الكرة الذهبية منذ حصوله على المركز الثالث في 2017، فهل فات الأوان على حلمه بنيل الجائزة؟.
بالنسبة للصحافي في شبكة "أي أس بي أن" غوستافو هوفمان، المتخصّص بتغطية المنتخب البرازيلي وأخباره، فالمسألة مرتبطة "بتألقه مع البرازيل أكثر من أدائه مع باريس سان جيرمان. قد يكون مونديال هذا العام فرصته الأخيرة".
أرقام نيمار مع المنتخب البرازيلي، الذي يتواجه ودياً الخميس مع كوريا الجنوبية ثم اليابان الإثنين ضمن استعداداته لمونديال قطر، أفضل بكثير من تلك التي حققها مع النادي الباريسي هذا الموسم، إذ سجّل ثلاثة أهداف مع أربع تمريرات حاسمة في آخر ست مباريات.
التصفيق، الذي حظي به بعد قيادته بلاده للفوز على تشيلي 4-صفر نهاية آذار في الجولة قبل الأخيرة من تصفيات المونديال على ملعب "ماراكانا" الأسطوري، جاء في الوقت المناسب ليعيد اليه المعنويات بعد صيحات الاستهجان التي وجهها له ولزملائه جمهور ملعب "بارك دي برانس" عقب إقصاء الفريق من ثمن نهائي دوري الأبطال على يد ريال مدريد الإسباني المتوج لاحقاً باللقب.
مع البرازيل، يستمتع نيمار في ظل انسجامه التام مع المواهب الشابة مثل باكيتا أو فينيسيوس جونيور أو رافينيا أو أنتوني، فيما الأمر مختلف مع سان جيرمان في ظل تشاركه النجومية والأضواء مع زميله الجديد القديم الأرجنتيني ليونيل ميسي ومبابي الذي يعتبر الفتى المدلل للجمهور والنادي على حد سواء.
يرى غوستافو هوفمان أن فينيسيوس جونيور الذي أهدى ريال مدريد هدف الفوز بلقب دوري الأبطال على حساب ليفربول الإنكليزي، "كان أفضل لاعب برازيلي في الموسم الأوروبي الماضي، لكن نيمار يبقى المرجع المطلق لـ+سيليساو+".
"أكبر حلم"
بالنسبة لماورو سيزار بيريرا، يمكن أن تسمح له هذه المكانة في المنتخب بكسب نقاط في السباق على الكرة الذهبية للموسم المقبل، لاسيما في حال تألقه خلال مونديال قطر، موضحاً "أن أسلوب لعب المنتخب البرازيلي يدور حوله، وبالتالي إذا كان في مستواه فيمكنه أن يكون حاسماً".
في تشرين الأول الماضي وخلال حديث لمنصة "دازون" للبث التدفقي، ألمح نيمار الذي يواجه دائماً الانتقادات بسبب أسلوب حياته الصاخب، الى إمكانية أن يكون مونديال قطر 2022 النهائيات العالمية الأخيرة له.
لكن تصريحاً آخر من هذه المقابلة أظهر مدى حماسته للتألق في قطر، مؤكداً "سأفعل كل شيء للوصول الى هناك وأنا في قمة مستواي، وسأبذل قصارى جهدي للفوز مع بلدي، لتحقيق أكبر حلم لي منذ أن كنت صغيراً. وآمل أن أنجح في ذلك".