يمتشق منتخب المغرب دوماً راية العرب في نهائيات كأس العالم، إذ تمكن فريق "أسود الأطلس" من حفظ ماء وجه "المونديال العربي" ببلوغه الدور ثمن النهائي للمرة الثانية في تاريخه بعد 1986 وبصدارة المجموعة السادسة، إثر فوزه على نظيره الكندي 2-1 على ملعب الثمامة في الوكرة.
خرج الشعب المغربي فرحاً من "طنجة الى الكويرة" فرحة طال انتظارها بالنسبة إليهم منذ 36 عاماً، صاحوا وغنوا ورقصوا مرددين اسم المدرب وليد الركراكي وكتيبته، ومن خلفهم 22 شعباً عربياً بات لهم ممثل في الأدوار الإقصائية، حيث كان الممثل الأخير لهم في دور خروج المغلوب الجزائري قبل ثماني سنوات في البرازيل.
وسجل حكيم زياش (4) ويوسف النصيري (23) هدفي المغرب، ونايف أكرد (40 خطأ في مرمى منتخب بلاده) هدف كندا التي منيت بخسارتها الثالثة توالياً. وهو الفوز الثاني تواليا للمغرب والرابع في تاريخ مشاركاته الست حتى الان، وهي المرة الاولى التي يحقق فيها انتصارين متتاليين.
وتصدر المغرب مجموعته برصيد 7 نقاط في أفضل غلة في تاريخ مشاركاته الست في المونديال، بفارق نقطتين أمام كرواتيا المتعادلة سلبا مع بلجيكا. وكانت أفضل غلة له 5 نقاط في مونديال 1986 عندما تصدر المجموعة السادسة أيضا أمام العمالقة انكلترا وبولندا والبرتغال، و4 نقاط في مونديال 1998 عندما خرج من الدور الاول.
وهو الفوز العربي الرابع في البطولة بعدما تغلب السعودية على الارجنتين 2-1، المغرب على بلجيكا 2-0 وتونس على فرنسا حاملة اللقب 1-0.
بين أناشيد النصر وأبواق السيارات وحتى بعض المفرقعات، حول مشجعو المنتخب المغربي شارع محمد الخامس، الرئيسي وسط العاصمة، مسرحا لفرح عارم بعدما عاش بعضهم لحظات توتر في المقاهي حيث تابع كثيرون المباراة واقفين من كثرة الإقبال.
وقال زياش بعد المباراة "فخور، حاربنا بكل لحظة على أرضية الميدان. كتبنا التاريخ اليوم". وبات النصيري أول لاعب مغربي يسجل في نسختين متتاليتين رافعاً رصيده الى 17 هدفا دوليا.
بدوره أثنى الركراكي على أداء لاعبيه "هناك تعب كبير وإصابات لكن الروح المعنوية عوّضت. تصدرنا المجموعة وهذا ليس بالأمر السهل، ونريد أن نذهب بعيداً". وأضاف "قدمنا شوطا أول جيداً، لكن في الثاني فقدنا الطاقة. اللاعبون البدلاء قاتلوا وأسعدوا الشعب المغربي. من الرائع إحراز 7 نقاط. اليوم نفرح وغداً نعود إلى العمل. لا نفكر بهوية الخصم. يجب أن نتابع وضع بعض اللاعبين الذين شاركوا مصابين".
ولفت لاعب بايرن ميونيخ نصير مزراوي الى أنه "لا يوجد فرق سيئة من الآن وصاعداً، لا اتطلع الى هوية الخصم بل إلى انفسنا وتطوير لعبنا. فزنا على بلجيكا وتعادلنا مع كرواتيا وفزنا على كندا. اعتقد انها منتخبات قوية . كل الأمور ممكنة الآن".
أفول "جيل الشياطين"
حجزت كرواتيا، وصيفة 2018، بطاقتها إلى الدور ثمن النهائي بتعادلها مع بلجيكا سلباً على ستاد أحمد بن علي.
والخروج من نهائيات المونديال القطري، يعني ضياع فرصة أخيرة لجيل بلجيكي رائع من أجل الفوز باللقب العالمي الذي كانوا قريبين جداً منه قبل أربعة أعوام، لكن المغامرة انتهت حينها في نصف النهائي على يد فرنسا المتوجة لاحقاً باللقب.
وقال مودريتش للتلفزيون الكرواتي "نحن في غاية السعادة لبلوغ دور الـ16. نستحق ذلك بعد هذه المباراة. خضنا مباراة جيدة ومررنا بظروف صعبة". تابع "لقد حققنا هدفنا الأول، والآن فلنتقدّم. اظهرنا اليوم أننا فريق كبير وانه بمقدورنا اللعب ضد أي كان".
وقدم مدرب بلجيكا روبرتو مارتينيز استقالته من منصبه، قائلاً إنه اتخذ قراره منذ فترة من الوقت حتى لو كان أحرز اللقب. وقال مارتينيز "هذه مباراتي الأخيرة مع المنتخب الوطني. هذا أمر مفعم بالمشاعر. لا أستطيع المواصلة. ودعت اللاعبين والجهاز المساعد. كنت سأرحل في كافة الأحوال بغض النظر عما يحدث".
جرح ألمانيا أعمق
للنسخة الثانية توالياً يودّع المنتخب الألماني حامل اللقب أربع مرات من الدور الأول، برغم فوزه على نظيره الكوستاريكي 4-2 على ستاد البيت في الخور، إلا أن هذا الأمر لك يكن كافياً إذ واصل منتخب اليابان "المفاجأة الآسيوي" وأسقط نظيره الاسباني 2-1 على ستاد خليفة في الدوحة.
وتصدر "الساموراي" المجموعة برصيد ست نقاط، أمام اسبانيا التي تجمد رصيدها عند أربع نقاط بفارق الأهداف أمام ألمانيا، وكوستاريكا رابعة بثلاث نقاط.
وضربت اليابان موعداً مع كرواتيا في ثمن النهائي الاثنين المقبل، بينما تلتقي اسبانيا مع المغرب.
والفوز هو الاول لألمانيا في هذه البطولة بعد خسارة مدوية امام اليابان 1-2 ثم تعادلها مع اسبانيا 1-1. وسجل أهداف "الماكينات" سيرج غنابري (10) وكاي هافرتس (73 و85) ونيكلاس فولكروغ (89)، ولكوستاريكا يلتسين تيخيدا (58) وخوان بابلو فارغاس (70).
وفي اللقاء الثاني، سجل للمنتخب الياباني ريتسو دوان وأو تاناكا في الدقائق 48 و51، بينما سجل لإسبانيا ألفارو موراتا في الدقيقة 11.