يبحث نابولي عن مواصلة انتصاراته والاقتراب أكثر من لقبه الأول منذ 1990، وذلك حين يستضيف لاتسيو، الجمعة، في افتتاح المرحلة الخامسة والعشرين من الدوري الإيطالي لكرة القدم.
وبات فريق المدرب لوتشانو سباليتي في الصدارة بفارق 18 نقطة عن إنتر الثاني، بعد الخدمة التي أسداه إياها بولونيا بفوزه على "نيراتسوري" 1-صفر، الأحد، بعد يوم من انتصار النادي الجنوبي على مضيفه إمبولي 2-صفر.
ولا يبدو أن أحداً باستطاعته الآن الوقوف في وجه حلم نابولي بإحراز اللقب الذي طال انتظاره لأكثر من ثلاثة عقود، حتى وإن كان فريقاً من مستوى لاتسيو الذي يحل الجمعة ضيفاً على ملعب "دييغو أرماندو مارادونا"، وهو في المركز الرابع الأخير المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا، بفارق نقطة أمام جاره روما الذي يستضيف بدوره المنتفض جوفنتوس الأحد باحثاً عن تعويض سقوطه الثلثاء أمام كريمونيزي 1-2.
وسيكون من الصعب على المدرب ماوريسيو ساري الوقوف في وجه فريقه السابق الذي عاد ذهاباً من العاصمة بالفوز 2-1 والذي لم يخسر على أرضه أمام لاتسيو منذ أيار 2015 (2-4).
ويعوّل نابولي كالعادة على تألق الوافد الجديد الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا والنيجيري فيكتور أوسيمهن الذي قال بعد تسجيله الهدف الثاني لفريقه ضد إمبولي وتعزيز صدارته لترتيب هدافي "سيري أ" بـ19 هدفاً "أن أُعتبر أحد أفضل المهاجمين في أوروبا هو أمر كبير بالنسبة لي، إنه دافع كبير. أريد أن أستمر على هذا النحو وأُحرز الأهداف للفريق وأقترب أكثر من هدفنا هذا الموسم".
ولا ينحصر طموح نابولي بإحراز لقب الدوري وحسب، بل قطع أكثر من نصف الطريق لتخطي الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه، بفوزه الاسبوع الماضي ذهاباً على أرض أينتراخت فرانكفورت الألماني 2-صفر.
وبعدما اعتقد كثر أن نابولي سيعاني الأمرين هذا الموسم نتيجة خسارة جهود لاعبين مؤثرين جداً مثل لورنتسو إنسينيي والبلجيكي دريس مرتنس والسنغالي خاليدو كوليبالي والإسباني فابيان رويس، خالف رجال سباليتي التوقعات بفضل تألق أوسيمهن و"كفارا" والعديد غيرهم.
ارتفاع قيمة لاعبي نابولي بقرابة الضعف
وفي مدينة لم تحلم بالمجد منذ أيام أسطورة الأرجنتيني الراحل مارادونا، الذي قاد النادي إلى لقبيه الوحيدين في 1987 و1990، عاد الحماس الى نابولي الذي يقدم مستويات استثنائية في جهتي الملعب كونه صاحب أفضل هجوم ودفاع بين الفرق العشرين.
وأفادت صحيفة "كورييري ديلو سبورت" أن قيمة لاعبي نابولي في سوق الانتقالات قد تضاعفت نتيجة ما يقدمه الفريق هذا الموسم محلياً وقارياً، لترتفع من 408 مليون يورو في الصيف المنصرم الى قرابة 800 مليون يورو حالياً.
وبعدما وقّع مع النادي الجنوبي الصيف الماضي مقابل 10 ملايين يورو، باتت قيمة "كفارا" في سوق الانتقالات حالياً 120 مليون يورو وفق تقديرات الصحيفة، فيما وصلت قيمة أوسيمهن الى 150 مليون يورو، لاعب الوسط السلوفاكي ستانيسلاف لاوبوتكا الى 70 مليوناً بعدما وصل في كانون الثاني 2020 مقابل 21 مليوناً، والكوري الجنوبي مين-جاي كيم الى قرابة 60 مليوناً بعدما كلف النادي 19 مليوناً فقط الصيف الماضي.
وفي ظل تحليق النادي الجنوبي في الصدارة، تبدو المنافسة على أشدها على المراكز الثلاثة الأخرى المؤهلة الى دوري أبطال أوروبا، إذ لا يفصل بين إنتر الثاني وميلان الثالث حامل اللقب سوى فارق الأهداف بعد فوز الأخير على أتالانتا 2-صفر الأحد، في لقاء استعاد خلاله حارس المرمى الفرنسي مايك مانيان والمهاجم المخضرم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش بعد غيابهما خمسة وتسعة أشهر توالياً بسبب الاصابة.
وسيحاول إنتر تجنب تعثر آخر حين يستضيف ليتشي الأحد، فيما يلعب ميلان السبت في ضيافة فيورنتينا.
وقد تخلط الأوراق في عطلة نهاية الأسبوع بين المركز الثاني وحتى السادس، في ظل الاختبار الصعب للاتسيو أمام نابولي ولجاره روما الخامس أمام ضيفه جوفنتوس الذي يواصل زحفه نحو مراكز دوري الأبطال وتعويض النقاط الـ15 التي حُسِمَت منه بسبب قضية التلاعب المالي، بعدما بات نتيجة أربعة انتصارات متتالية في المركز السابع بفارق 10 نقاط عن لاتسيو، و6 عن أتالانتا السادس الذي يستضيف أودينيزي السبت.
وبانتظار أن يتم البت بالاستئناف المقدم منه أمام اللجنة الأولمبية الإيطالية لمحاولة استعادة النقاط الـ15، يقدم فريق المدرب ماسيميليانو أليغري أفضل مستوياته هذا الموسم، إذ بلغ أيضاً نصف نهائي الكأس بفوزه على لاتسيو 1-صفر، وثمن نهائي مسابقة "يوروبا ليغ" بفوزه الكبير في إياب الملحق الفاصل على مضيفه نانت الفرنسي 3-صفر.
ويمنّي "بيانكونيري" النفس بمواصلة هذه الانتفاضة على حساب مضيفه روما الذي يفتقد مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو للإيقاف، بسبب طرده أمام كريمونيزي، من أجل الاستعداد بأفضل طريقة لاستضافة فرايبورغ الألماني الخميس في ذهاب ثمن نهائي "يوروبا ليغ".
ووصل عملاق تورينو إلى حد كبير لقوته الكاملة بعدما استعاد الثلثاء ضد الجار تورينو (4-2) لاعب الوسط الفرنسي بول بوغبا، الذي شارك للمرة الأولى في مباراة رسمية مع فريقه الجديد-القديم بدخوله في الدقيقة 69.