تعلّم فيران توريس وبرناردو سيلفا، الزميلان السابقان في مانشستر سيتي الإنكليزي، تعدّد الأدوار من المدرب جوسيب غوارديولا ويجسدان آمال منتخبي إسبانيا والبرتغال اللذين يلتقيان، الخميس، في إشبيلية، ضمن الجولة الأولى من دوري الأمم الأوروبية في كرة القدم.
كان سيلفا قريباً من الرحيل عن "سيتيزنز" الصيف الماضي، لكنه استعاد موقعاً رئيساً في وسطه وساهم في قيادته إلى الاحتفاظ بلقب الدوري الإنكليزي. وضعه غوارديولا في مركز متأخر في الوسط فتأقلم بسرعة ملبياً طموحات مدربه الكاتالوني.
لكن اللاعب البالغ 27 عاماً تحدث عن بداية موسمه الصعبة: "شعرت اني بمفردي في إنكلترا في تلك الفترة. تحدثت مع النادي لأني لم أكن سعيداً بحياتي هنا وأريد الاقتراب من عائلتي".
تابع: "لكن الرحيل لم يكن له علاقة بالنادي، أحبّ مانشستر سيتي".
بعد تخطيه هذا المطبّ، لعب صانع الألعاب الموهوب دوراً رئيساً، فسجل 13 هدفاً ومرر 6 كرات حاسمة في مختلف المسابقات، لينهي فريقه موسمه متوجاً بلقب الدوري بفارق نقطة يتيمة عن ليفربول، فيما خرج من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بسيناريو دراماتيكي أمام ليفربول.
سيلفا "اللاعب الكامل"
أشاد به المدرب المتطلب غوارديولا بعد ثنائيته ضد سبورتينغ البرتغالي في ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال "أقول له دائماً: +أنت لاعب كامل+. مع الكرة هو أكثر من استثنائي، يملك التقنية، كل شيء. بمقدوره اللعب بشكل جيد في ستة مراكز، يجري بين 12 و13 كيلومتراً في المباراة. يعرف دوماً ماذا يجب أن يفعل".
وصل اللاعب الناشئ في صفوف بنفيكا عام 2017 من موناكو، ويرتبط بعقد مع الفريق المملوك إماراتياً حتى 2025، و"الأندية (المهتمة) عليها التفاوض وإنفاق الكثير من المال" لتفعيل بنده الجزائي، بحسب ما حذّر غوارديولا.
مع المنتخب البرتغالي، وضع المدرب فرناندو سانتوس اللاعب صاحب 66 مباراة دولية و8 أهداف دوماً على الجهة اليمنى، تاركاً المركز الوسطي لبرونو فرنانديش لاعب الطرف الأحمر في مدينة مانشستر.
لكن سيلفا واجه صعوبات أحياناً في شغل مركز على الطرفين، خصوصاً في كأس أوروبا الأخيرة.
وفي آذار الماضي، خلال ملحق التأهل إلى مونديال 2022 أمام مقدونيا الشمالية، اقتنع المدرب البالغ 67 عاماً بنقله إلى قلب صناعة اللعب. قال سيلفا قبل المباراة المفصلية "أنا مرتاح وأحب حقاً اللعب في هذا المركز".
"الجوهرة" فيران
في المقابل، احتاج فيران توريس إلى تغيير فريقه، كي تتفتح براعمه مع برشلونة، في مركز الجناح.
ضمّه غوارديولا في آب 2020 بعد بدايات رائعة مع فالنسيا، لكن ابن الـ22 عاماً لم يجد مكانه مع الفريق الأزرق السماوي.
في 16 شهراً أمضاها في إنكلترا، سجّل 16 هدفاً في 43 مباراة، لكنه تنقل بين الجناحين الأيمن والأيسر ومركز رأس الحربة.
قال غوارديولا قبل رحيله: "وجدنا انه في مركز رأس الحربة، يقوم بتحركات لا يمكن سوى لأفضل المهاجمين في العالم القيام بها".
انتقل إلى برشلونة في كانون الأول الماضي، وشارك في نفض الغبار عن الكاتالوني بعد بداية موسم مخيبة للآمال.
سجل 7 أهداف و6 تمريرات حاسمة في 26 مباراة، وبرغم تراجع أرقامه نهاية الموسم، لا يزال فيران يعوّل على ثقة مدربه الجديد تشافي.
قال مدرب السد القطري السابق في شباط الماضي: "هو جوهرة كروية".
مع منتخب لا روخا، استدعي ابن فالنسيا للمرة الأولى في أيلول من قبل المدرب لويس إنريكي، والد شريكته سيرا، فأصبح لاعباً ضرورياً في التشكيلة الإسبانية الواعدة.
سجّل ثنائية في مرمى إيطاليا بطلة أوروبا في نصف نهائي دوري الأمم (2-1) في تشرين الأول الماضي. فتحت له إصابة ميكل أويارسابال القوية الباب على الجناح الأيسر، ويأمل في أن يكون أساسياً خلال مونديال قطر المقبل.