يخوض المنتخب الهولندي لكرة القدم قمة حامية الوطيس أمام نظيره الأميركي السبت على استاد خليفة في الدوحة في افتتاح الدور ثمن النهائي لمونديال قطر 2022.
علَّق الحساب الرسمي للمنتخب الهولندي لكرة القدم في تويتر على المواجهة بـ"معركة مع الولايات" في إشارة إلى الاختبار الصعب الذي ينتظر "الطواحين" في سعيهم إلى الذهاب بعيدا في البطولة وفك النحس الذي يلازمهم فيها بخسارتهم ثلاث مباريات نهائية بفوارق ضيقة أعوام 1974 و1978 و2010.
لسان حال أغلب لاعبي المنتخب الهولندي يتحدث عن التتويج باللقب، في مقدمتهم هدافه في النسخة الحالية كودي خاكبو: "نريد الفوز في كل مباراة، واحدة تلو الأخرى، لأن هدفنا هو أن نكون أبطالاً للعالم".
وأضاف خاكبو الذي أصبح أول لاعب هولندي يهز الشباك في المباريات الثلاث في دور المجموعات وثاني لاعب يفتتح التسجيل ثلاث مرات في دور المجموعات عينه، بعد الإيطالي أليساندرو ألتوبيلي في 1986: "نعمل بجد من أجل ذلك".
تابع لاعب أيندهوفن البالغ 23 عاماً: "من المهم دائما هز الشباك، بالتأكيد، ولكنني سعيد بمساعدتي المنتخب" في إشارة إلى تسجيله ثلاثة أهداف حتى الآن وتقاسمه صدارة لائحة الهدافين مع أمثال الفرنسي كيليان مبابي والإنكليزي ماركوس راشفورد والإسباني ألفارو موراتا.
هولندا تريد التتويج
أكد لاعب وسط أتاالنتا الإيطالي مارتن دي رون: "هدفنا واضح، نريد الفوز بكأس العالم"، مضيفاً: "هذه هي العقلية التي تحتاجها بخلاف ذلك، ما هو الهدف من التواجد هنا؟".
وتابع: "هناك طريق طويل يتعين علينا أن نقطعه ولكننا الآن في الدور الثاني. لا توجد مباريات سهلة. انظروا فقط إلى مواجهتنا ضد الإكوادور (1-1). لا توجد مباريات سهلة في هذه النسخة لكأس العالم وسيكون عليك الفوز على الجميع إذا كنت تريد الفوز بها".
شدّد المدرب لويس فان غال (71 عاماً) على أن: "المرحلة التالية هي الأهم في البطولة ويمكن ان نبدأ بشعور إيجابي".
يعي فان غال المكنى "البجعة"، بسبب فمه الكبير وحنكه السميك، جيداً مع يقوله خصوصاً وأنه عاش في ولايته الثانية (2012-2014) على رأس المنتخب الهولندي وتحديداً في مونديال 2014 عندما تخطى المكسيك بصعوبة 2-1 بهدف قاتل لكلاس-يان هونتيلار من ركلة جزاء (90+4)، ثم كوستاريكا في ربع النهائي بركلات الترجيح التي أطاحت به من نصف النهائي على يد الأرجنتين قبل ان يكسب البرازيل المضيفة بثلاثية نظيفة.
يمني فان غال النفس بمواصلة سجله الرائع مع منتخب بلاده في العرس العالمي بعدما أصبح الثلثاء (عقب الفوز على قطر المضيفة) أول مدرب يتفادى الخسارة في 10 مباريات متتالية في كأس العالم (7 انتصارات وثلاث تعادلات)، في سعيه لتحقيق ما عجز عنه في البرازيل وختم مشواره مع المنتخب بلقب عالمي طال انتظاره خصوصاً وأن النسخة الحالية هي الأخيرة له في مسيرته التدريبية حيث سيعتزل ويترك منصبه لرونالد كومان.
خرجت هولندا من ثمن النهائي أربع مرات أعوام 1934 و1938 و1990 و2006، لكنها نجحت في تخطيه ست مرات بينها ثلاث مرات أكملت المشوار حتى النهائي (1974 و1978 و2010) ومرتين حتى دور الاربعة (1998 و2014)، فيما خرجت من ربع النهائي عام 1994 ولم تتأهل إلى النسخة الأخيرة.
منافس شرس
لكن المهمة لن تكون سهلة أمام الولايات المتحدة التي ستكون "منافساً شرساً حسب مدافع إنتر ميلان الإيطالي دنزل دامفريس الذي حذَّر زملاءه: "علينا تحسين بعض الجوانب إذا أردنا مواصلة المشوار".
لم تصل الولايات المتحدة، العائدة إلى العرس العالمي بعد غيابها عن النسخة الأخيرة في روسيا على غرار هولندا، إلى ربع النهائي سوى مرة واحدة عام 2002 حين انتهى مشوارها على يد ألمانيا بهدف لميكايل بالاك، علماً انها خاضت مبارتين في دور المجموعات عام 1930 في النسخة الأولى قبل خوض نصف النهائي.
قدمت عروضاً جيدة حتى الآن في المسابقة خصوصا إرغامها إنكلترا على التعادل السلبي بعدما كانت في طريقها إلى الفوز على ويلز في الجولة الأولى قبل ان يتعادلا 1-1، ثم تغلبت على إيران 1-صفر.
وبدا مدربها غريغ بيرهالتر مصمّماً على عدم الاكتفاء بـ"شرف" التأهل إلى ثمن النهائي رغم صعوبة المهمة أمام الهولنديين، مشدداً: "إنها فرصة رائعة لكننا لن ندخل اليها (المباراة) ونحن نفكر إنه شرف. نستحق أن نكون في هذا المركز المتواجدين فيه، لا نريد العودة إلى المنزل".
وأضاف: "الوقت الآن هو من أجل التعافي والاستعداد للعب ضد الفريق الهولندي، علينا إيجاد طريقة للفوز عليهم".
خرجت الولايات المتحدة أربع مرات من ثمن النهائي آخرها في مشاركتيها الأخيرتين عامي 2010 و2014، إضافة إلى نسختي 1934 في ايطاليا و1994 على ارضها.
كانت ستلتقي هولندا ودياً في آذار (مارس) 2020 في أيندهوفن، بيد ان المباراة ألغيت بسبب تفشي جائحة كوفيد-19.