لا تختلف مكانة نجمة كرة المضرب سيرينا وليامس في الولايات المتحدة عمّا تمثله الفنانة بيونسي، مقدّمة البرامج أوبرا وينفري أو السيدة الأولى سابقاً ميشيل أوباما، لما يشكّلنه من مصدر إلهام للسيدات ذوي البشرة السمراء في بلاد العم سام.
فتحت لها مسيرتها الاحترافية المذهلة التي وضعت حداً لها على الارجح وهي في سن الـ40 بعد خروجها من بطولة الولايات المتحدة، إثر سجل حافل بالإنجازات بعيدًا عن متناول أي لاعبة نشطة راهناً (23 لقباً كبيراً) أبواباً كثيرة ووسّعت آفاقها في مجالات عدة.
حققت إلى جانب شقيقتها الكبرى فينوس النجاحات بدعم من والدهما ريتشارد الذي رأى في كل منهما "مايكل جوردان المقبل لتنس السيدات"، وكان هذا فعلا مصير سيرينا التي نشأت في الملاعب العامة لشوارع كومبتون التي تسيطر عليها العصابات الأميركية.
قالت مواطنتها من أصل أفريقي أيضًا كوكو غوف (18 عامًا) التي بلغت هذا العام نهائي رولان غاروس: "لقد نشأت وأنا أشاهدها. هي السبب في أنني ألعب التنس".
أظهرت سيرينا، مثل لاعب كرة المضرب السابق آرثر آش قبلها أو نجم الغولف تايغر وودز، أنه من الممكن لأصحاب البشرة السمراء أن يلمعوا في عالم "البيض"، على الرغم من العوائق العديدة، وأن يحدثوا ثورة.
غرّد وودز حامل لقب 15 بطولة كبرى والذي كان في مقصورة سيرينا في الدور الثاني الأربعاء: "سيرينا وليامس انت حرفياً الأعظم داخل وخارج الملعب. شكرا لك على الهامنا جميعا لتحقيق أحلامنا. أحبك يا شقيقتي الصغيرة".
وأشادت أوباما بصعود سيرينا إلى النجومية من حي كومبتون الصعب: "تهانينا على مسيرة رائعة! كم كنا محظوظين لمشاهدة فتاة صغيرة من كومبتون تكبر لتصبح واحدة من أعظم الرياضيين في كل العصور".
تابعت: "أنا فخورة بك، صديقتي، ومتشوقة لرؤية استمرارك في تغيير حياة الناس بفضل مواهبك".
عالم الشهرة والموضة
قالت سيرينا قبل بضع سنوات "كلاعبة تنس سمراء، بدوت مختلفة، تحدثت بشكل مختلف، ارتديت ملابس مختلفة. لكن عندما أدخل أرض الملعب، كان بإمكاني التنافس مع أي لاعبة".
ولم تتردد وليامس في تحقيق نجاحات في مجالات أخرى.
أصبحت سيدة أعمال بارعة (تقدّر مجلة فوربس ثروتها بـ260 مليون دولار)، وعملت في مجال الاعمال الترفيهية وعروض الأزياء والثقافة الشعبية ما جعل هالتها أقوى.
ظهرت في الفيديو الموسيقي لأغنية "سوري" لبيونسي عام 2016، كما ذكرها نجوم الـ"هيب هوب" والـ"أر أن بي" كانيي ويست ودرايك وسنوب دوغ في كلمات أغنياتهم، وقد ظهرت في المسلسل الشهير "لو أند أوردر"، وتم تجسيدها الى جانب شقيقتها فينوس في إحدى حلقات المسلسل الكرتوني الشهير "عائلة سيمبسونز"، ظهرت ضيفة في العديد من البرامج، وخصّص موقع "إيتش بي أو" مسلسلاً لها "بيينغ سيرينا".
في العام الماضي، جعلتها شركة دي سي كوميكس للقصص المصوّرة والأفلام واحدة من أبطالها الخارقين بشخصية "واندروس سيرينا" في كتاب الرسوم المتحركة "سيرفينغ أب جاستيس " (في خدمة العدالة) الى جانب "واندر وومين".
كسر الحواجز
تربط سيرينا علاقة وطيدة بالعديد من المشاهير مثل الثنائي أوباما والممثلة الأميركية ميغان ماركل التي دعتها إلى حفل زفافها من الأمير هاري. كما تتواجد في مناسبات عدة على السجادة الحمراء حيث كانت حاضرة في حفل توزيع جوائز الأوسكار هذا العام، الى جانب شقيقتها فينوس، بصفتيهما كمنتجتين منفذتين لفيلم "الملك ريتشارد" من بطولة ويل سيمث الذي حصل على جائزة أفضل ممثل والذي يروي قصة والدهما ريتشارد وليامس الذي علّمهما كرة المضرب أثناء نشأتهما.
كما ظهرت مرارًا على غلاف المجلات، مثل فانيتي فير بصورة وهي شبة عارية عندما كانت حاملاً في شهرها السابع ومجلة فوغ التي أعلنت من خلالها هذا الصيف أن العد التنازلي لاعتزالها قد بدأ.
كما اهتمت كثيرًا بالموضة وكانت تحضّر عروض أسبوع الموضة، لدرجة أنها كانت "مصدر إلهام" المصمم الاميركي فيرجيل أبلو.
ونقلت هذا الحب الى أرض الملعب، إذ كانت تلفت الانظار دائمًا، الى جانب أدائها المبهر، بملابسها المميزة والضيقة أحيانًا والتي جعلتها في بعض الاوقات عرضة للانتقادات.
مقاتلة شرسة في الملاعب، لم تنسَ سيرينا أن تخدم المجتمع خارجها مستغلة مكانتها لدعم محاربة العنصرية ضد أصحاب البشرة السمراء في حركة "بلاك لايفز ماتر" ورفع الصوت ضد المتحرشين الجنسيين في حملة "مي تو" أو للتنديد بعدم المساواة في الأجور بين الرجال والنساء.
أكسبها هذا الأمر إشادة من ميشيل أوباما "سيرينا، شكرًا لك على كل ما فعلته لكسر الحواجز ولتكوني نورًا إيجابيًا في هذا العالم. لقد شاهدناك ترتدين تاج العظمة بتواضع ورحمة و نزاهة التي يمكن أن نتطلع إليها جميعًا".