يخوض الهلال، حامل اللقب أربع مرات (رقم قياسي)، رحلة صعبة إلى سايتاما، بعد غد السبت، حيث يحلّ ضيفاً على أوراوا ريد دايموندز الياباني، في إياب نهائي دوري أبطال آسيا لكرة القدم، بعد سقوطه بفخ التعادل على أرضه ذهاباً 1-1.
وإلى أفضلية الهدف المسجل خارج أرضه، سيستفيد أوراوا أيضاً من غياب نجم الهلال سالم الدوسري لطرده في لقاء الذهاب، إثر خطأ غير مبرر نتيجة ركل لاعب الوسط كن إيواوو.
كان الجناح الدولي افتتح التسجيل للهلال مطلع المباراة (13)، قبل أن يتسبّب خطأ دفاعي بهدف التعادل لشينزو كوروكي مطلع الشوط الثاني (53).
كما تعرض الهلال لصفعة قوية باصابة قائد وسطه الدولي سلمان الفرج بعظمة الساق.
وبحسب لوائح البطولة "تُطبَّق قاعدة الهدف خارج الأرض في نهاية الوقت الأصلي لإياب النهائي، وليس في الوقت الإضافي"، ما يعني أن التعادل السلبي يكفي أوراوا للتتويج.
وقال مدرب الهلال الأرجنتيني رامون دياس بعد الذهاب: "لا أعتقد أن الفريق عانى من اللياقة البدنية. الفريق كان متحكماً بالمجريات، لكن بعد ارتكاب خطأ ودخول هدف في مرمانا كان لذلك تأثير على اللاعبين من ناحية الاستعجال والتسرّع من أجل استعادة التقدم".
تابع: "الهلال معتاد على تخطي الظروف الصعبة. وسنقاتل حتى آخر رمق. الأمر الأهم ألاّ نفقد الأمل".
تعثر محلي
وبعد أكثر من سنة على انطلاقها، ستُسدل الستارة على نسخة 2022. حجز أوراوا بطاقة النهائي قبل نحو تسعة أشهر، فيما ساهمت نهائيات كأس العالم 2022 في قطر والتعقيدات الناجمة عن جائحة كوفيد-19 بإقامة الدور النهائي، بعد أكثر من سنة على انطلاق البطولة القارية.
ويبحث الهلال، حامل اللقب، عن تعزيز سطوته بلقب خامس قياسي بعد 1991 و2000 و2019 و2021، فيما يرغب أوراوا بلقب ثالث بعد 2007 و2017.
أظهر الهلال قدرته على المنافسة قارياً وحتى دولياً، بعد حلوله وصيفاً لريال مدريد الإسباني (3-5)، في نهائي مونديال الأندية في شباط الماضي، حيث تغلّب على فلامنغو البرازيلي بطل أميركا الجنوبية.
لكن "الزعيم" تعثر محلياً في الدوري وفقد منطقياً آماله بإحراز لقب رابع على التوالي، نظراً لحلوله رابعاً بفارق 10 نقاط عن الاتحاد المتصدر قبل خمس جولات من النهاية. وبلغ فريق العاصمة نهائي كأس الملك بفوزه على الاتحاد 1-0 بعد التمديد، ليضرب موعداً مع الوحدة.
تسخير قوة الجمهور
ويتطلع أوراوا بقيادة المدرب البولندي ماتشيي سكورزا إلى "تسخير قوّة جماهيره" التي ستناهز 60 ألف متفرّج، في استاد سايتاما شمال العاصمة طوكيو.
وهذا النهائي الثالث بين الهلال وأوراوا في غضون ست سنوات، فتوّج الفريق الياباني في 2017 (1-1 و1-0) عندما كان مدرب الهلال الحالي دياس في فترته الأولى مع "الزعيم"، ثم ردّ الهلال الدين في نهائي 2019 (1-0 و2-0) عندما أحرز لقبه الثالث قبل إضافة الرابع في النسخة الأخيرة في 2021 على حساب بوهانغ ستيلز الكوري الجنوبي 2-0.
كان الحارس شوساكو نيشيكاوا جزءاً من التشكيلة التي هزمت الهلال في نسخة 2017، ويعتقد ان الجماهير قد تساهم في تتويج أوراوا "عدم ارتكاب الاخطاء، الأجواء في الملعب ستكون رائعة وتسمح لنا باللعب أفضل من مباراة الذهاب".
تابع اللاعب البالغ 36 عاماً: "ليس فقط اللاعبين على ارض الملعب-- البدلاء ومن لا يلعبون أيضاً يقومون بعمل رائع. يجب ان نسخّر قوة اللعب على أرضنا".
وقال نيشيكاوا أنه يشعر بـ"القشعريرة"، عندما يفكّر بالأجواء التي تنتظر فريقه السبت، لكنه حذّر زملاءه من الانشغال بهذا الأمر "بدلاً من التفكير بما هو مميز، ينحصر التحدّي بالاستعداد للمباراة بشكل طبيعي".
وحتى بغياب الدوسري، يملك الهلال الأسلحة اللازمة لمواجهة أوراوا، مع النيجيري أوديون إيغالو مهاجم مانشستر يونايتد الإنكليزي السابق، إلى جانب المالي موسى ماريغا لاعب بورتو البرتغالي السابق.
سجّل إيغالو أربعة من أصل سبعة أهداف لفريقه خلال اكتساحه الدحيل القطري في نصف النهائي، في بطولة تجمّع أقيمت في قطر في شباط.
يدرك لاعب وسط أوراوا أتسوكي إيتو مدى الخطورة التي يمكن أن يشكّلها النيجيري، وأضاف: "إذا حضّرنا للمباراة ونحن نفكّر بأننا سنتوّج لتعادلنا 1-1، وننجر بالتفاؤل، سنتعرّض للهزيمة".
تابع: "الهلال فريق قوي، لذا يجب أن نكون حذرين ونتأكد من عدم الانجرار".
وُلد إيتو في سايتاما مقرّ الفريق، ويتذكر تتويج أوراوا في 2007 و2017، معتبراً المسابقة "مميزة" لفريق يحظى بدعم جماهيري كبير في اليابان: "أشاهدها مذ كنت طفلاً صغيراً وهناك أجواء مميزة في مباريات دوري أبطال آسيا".
تابع ابن الرابعة والعشرين: "أريد الفوز باللقب والاحتفال مع كل الجماهير".
تراجع
وتراجع مستوى أوراوا عن آب الماضي عندما حجز بطاقة النهائي على حساب تشونبوك هيونداي الكوري الجنوبي بركلات الترجيح، بعد بطولة مصغرة بنظام التجمع في سايتاما (شمال طوكيو) على مدة ثمانية أيام.
رحل المدرب الإسباني ريكاردو رودريغيس وشهدت التشكيلة تغييرات عدة على صعيد اللاعبين. انتقل الجناج يوسوكي ماتسوو، هداف الفريق في دوري الأبطال (6)، إلى وسترلو البلجيكي أواخر العام الماضي، فيما توجّه المهاجم الدنماركي كاسبر يونكر الى ناغويا غرامبوس.
رغم ذلك، نجح سكورزا في قيادة فريقه إلى المركز الخامس في الدوري المنطلق في شباط الماضي، بفارق خمس نقاط عن فيسيل كوبي المتصدّر والذي خاض مباراة أكثر.
وهذه النسخة الأخيرة من دوري الأبطال بنظامها الحالي، قبل التحوّل في موسم 2023-2024 إلى "توقيت أوروبي"، بحيث تنطلق المنافسات في آب قبل اختتامها في أيار من العام التالي.