النهار

هل يلاقي ليفاندوفسكي النجاح أخيراً مع منتخب بولندا؟
المصدر: أ ف ب
هل يلاقي ليفاندوفسكي النجاح أخيراً مع منتخب بولندا؟
ليفاندوفسكي.
A+   A-
هل يملك الهداف البولندي الفتاك روبرت ليفاندوفسكي ما يلزم لقيادة منتخب بلاده لكرة القدم نحو التألق في كأس العالم 2022 لكرة القدم في قطر؟
 
يأتي التساؤل من واقع أن اللاعب كان مساهماً مباشراً في فوز بولندا على ضيفتها السويد، بتسجيله أحد هدفين في نهائي المسار الثاني من الملحق الأوروبي المؤهل إلى "العرس العالمي".
 
في المرة السابقة والوحيدة التي خاض فيها "ليفا" غمار كأس العالم، عجز منتخب بلاده في روسيا 2018 عن تجاوز عقبة الدور الأول بعد خسارتين أمام السنغال 2-1 وكولومبيا 3-0 وفوز عابر على اليابان بهدف واحد.
 
خلال كل تلك البطولة، عجز اللاعب الحائز على الحذاء الذهبي لأفضل هداف في الدوريات الأوروبية مرتين، عن هز الشباك تماماً. كانت تجربة مرّة بالنسبة إلى لاعب يتنفس الأهداف، ويبدو بأن النسخة 22 من المونديال في قطر تمثل الفرصة الأخيرة بالنسبة إلى لاعب يبلغ من العمر 34 سنة.
 
مشروع شبابي في مرحلة النضج
انتقل روبرت في الصيف الماضي من صفوف بايرن ميونيخ الألماني ليستقر في برشلونة الإسباني مقابل 45 مليون يورو في خطوة تمثل تحدّياً للذات، تاركاً خلفه عملاقاً بافارياً مستقراً في سبيل الانخراط في مشروع كاتالوني شاب وواعد.
 
تعرضت طموحاته في برشلونة لضربة مخيبة قبيل انطلاق كأس العالم، لكن يبدو بأن الخروج المبكر من دوري أبطال أوروبا في نهاية تشرين الأول الماضي لم يؤثر بشكل واضح على مردود اللاعب الذي لم يستلزمه الكثير من الوقت للتأقلم مع ناديه الجديد وأسلوب اللعب في إسبانيا.
 
وها هو يتصدر ترتيب هدافي الـ"ليغا" بفارق كبير عن أقرب منافسيه، علماً بأنه سجل في المسابقة رقماً مثيراً تمثل في 13 هدفاً في 12 مباراة. رقم لم يحقق أفضل منه سوى البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي أحرز مع ريال مدريد الإسباني 20 هدفاً في أول 12 مباراة من الموسم 2015-2014.
 
مستوى ممتاز من ليفاندوفسكي سيسعى لنقله إلى كأس العالم خصوصاً أنه بدا في حال من الاستعداد خلال التصفيات التي شهدت تسجيل منتخب بلاده 30 هدفاً في 10 مباريات لم يتجاوز نصيبه منها الثمانية إلى جانب 5 تمريرات حاسمة. ليست بالأرقام السيئة إلا أنها لا تتماشى مع قدراته.
 
ومع خسارتين فقط في المباريات العشر، خطفت بولندا مقعدها في المركز الثاني خلف إنكلترا ضمن المجموعة وبفارق 6 نقاط عنها، ما منحها تذكرة عبور إلى الملحق.
 
شارة أوكرانية
وفي آذار الماضي، أعفي الـ"بيالو-تشيرفوني" أي الأبيض والأحمر نسبة إلى لوني زي منتخب بولندا، من مواجهة روسيا في افتتاح منافسات الملحق المؤهل إلى قطر بناءً على قرار الاتحاد الدولي (فيفا) بإقصاء الأخيرة نتيجة غزوها أوكرانيا.
 
بعد أشهر، التقطت العدسات "ليفا" وهو يتسلم شارة قيادة بلوني العلم الأوكراني مُقدّمةً من الأسطورة الأوكراني أندريه شيفتشنكو نفسه. هي شارة سيحرص على حملها بالتأكيد في مونديال قطر.
 
 
ولحسم أمر تأهلها إلى كأس العالم، تغلبت بولندا على السويد بقيادة زلاتان إبراهيموفيتش الذي شارك في الدقائق العشر الأخيرة من المواجهة، في محاولة لإنقاذ المنتخب الاسكندينافي لكن دون جدوى.
 
في تلك المباراة، افتتح "ليفا" التسجيل من علامة الجزاء بعد مرور خمس دقائق من انطلاق الشوط الثاني، قبل أن يعزز زميله لاعب وسط نابولي الإيطالي بيوتر زيلينسكي النتيجة بهدف ثان في الدقيقة 72، ليضمن منتخب "النسور البيضاء" مكانه في كأس العالم 2022.
 
لكن يبدو أن أفضل هداف في تاريخ منتخب بلاده (76 هدفاً) واللاعب الأكثر خوضاً للمباريات الدولية (134 مباراة) لا يريد التوقف هنا.
 
فمنذ استدعاء ابن فرصوفيا للمرة الأولى إلى المنتخب في 2008، عرف ليفاندوفسكي الكثير من خيبات الأمل نتيجة الغياب عن مناسبات كبرى مثل مونديال 2010 في جنوب أفريقيا ومونديال 2014 في البرازيل.
 
بعيد التأهل الأخير، تلقى منتخب بلاده صفعة قوية تمثلت بالسقوط المذل أمام بلجيكا 6-1 في دوري الأمم الأوروبية في حزيران الماضي.
 
تبدو بولندا بعيدة جداً عن كأسي العالم 1974 و1982 عندما احتل فيهما منتخبها المركز الثالث. هي أفضل النتائج بالنسبة لها في تسع مشاركات، لكنها قد تأمل في ما هو أكبر خصوصاً أن القائد والملهم ليفاندوفسكي يعيش قمة سحره.

اقرأ في النهار Premium