على غرار ما حققه نجم كليفلاند كافالييرز دونوفان ميتشل بتسجيله 71 نقطة أمام شيكاغو بولز الاثنين، فإن الأداء الفردي اللافت والمتقدم حالياً في دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين يُعدّ ظاهرة يمكن الوقوف عندها، وترجع إلى حد كبير إلى وفرة المواهب التي لم يسبق لها مثيل في أفضل دوري في العالم.
إنها أمسية تاريخية عاشها ميتشل الذي ترك بصمة على الفترة التي يخوضها مع كافالييرز وذلك في موسمه الأول في أوهايو، حيث لم يفلح قط سوى لبيرون جيمس وبدرجة اقل كايري إيرفينغ من انتزاع مكانة رفيعة في تاريخ النادي منذ أن أحرزا لقب الدوري في عام 2016.
المجموع الشخصي الذي سجله ويُعدّ رقماً قياسياً في تاريخ النادي، جعله ينضم إلى قائمة أكثر 5 لاعبين تسجيلاً في مباراة واحدة: ويلت تشامبرلين (100)، كوبي براينت (81)، ديفيد تومسون (73)، إلجين بايلور وديفيد روبنسون (71).
هذا هو سادس أفضل رصيد هجومي في التاريخ (تمكن تشامبرلين أيضاً من تسجيل 72 و78 نقطة)، ويُعدّ الأعلى هذا الموسم، إلا أنّ لا شيء يؤكد بأنه لن يحطم على يد لاعبين آخرين في الدوري حالياً.
في الأسبوع الماضي، سجّل النجم السلوفيني (دالاس مافريكس) 60 نقطة ضد نيكس، محرزاً في الوقت عينه "تريبل دابل" مع 21 متابعة و10 تمريرات حاسمة. وفيما أحرز اللاعب ميتشل 22 من أصل 34 محاولة من المسافات كلها، أحرز دونتشيتش 21 من اصل 31، علماً انّ الاخير تخطى عتبة الخمسين نقطة ثلاث مرات هذا الموسم. كذلك، سجّل الكاميروني جويل إمبيد لاعب ارتكاز فيلادلفيا سيفنتي سيكسرز 59 نقطة بمواجهة يوتا جاز، بعدما سجّل 19 من اصل 28 محاولة.
"التقنية على المستوى البدني"
في منتصف الموسم تقريباً، كانت هناك بالفعل 14 مباراة سجل فيها احد اللاعبين 50 نقطة أو أكثر، آخرها يعود إلى ليلة الثلثاء الماضية مع 55 نقطة للنجم اليوناني يانيس انتيتوكونمبو خلال فوز فريقه ميلووكي باكس على واشنطن ويزاردز.
وتجاوز في هذا الاطار أفضل لاعب في الدوري عامي 2019 و2020 رقمه القياسي الشخصي السابق.
بالنسبة للاعب والمدرب السابق جاك مونكلار، محلّل "بي إن سبورتس": "سيكون من التبسيط للغاية" اعادة سبب هذا المجموع من النقاط إلى غياب المزمن للدفاع بين الفرق المتنافسة".
وأضاف: "حتى لو كان الدفاع في بعض الأحيان هشاً بالفعل، فقد رأينا ما هو أسوأ في الماضي. من المؤكد انّ فترة الثمانينات شهدت معارك قاسية، ولكن كان هناك أيضاً اختلاف بين الفرق لدرجة أن البعض لم يدافع كثيرا. اسوة بالتسعينات وبداية الالفية الثالثة".
كذلك، ثمة عوامل اخرى مؤثرة بحسب رأيه، بدءا من الاعداد البدني.
وشرح: "نحن في وقت من الموسم يكون فيه اللاعبون في حالة جيدة. في كرة السلة الحالية حيث يوجد الكثير من المباريات والرحلات ذهاباً وإياباً، فإنّ تمارين القلب مثيرة للإعجاب".
ويضيف: "ثم هناك قدرتهم على وضع أسلوبهم على المستوى البدني. هذا ما تمكن كيفن دورانت، دونوفان ميتشل، لوكا دونتشيتش من القيام به ليلة بعد أخرى. يمكننا التحدث عن الدفاع ... لكن جودة السلات التي يسجلونها توضح حجم التمارين الصعبة والخطيرة التي يبذلوها، لا يجب ابدا الاستهانة بذلك".
القدرة على تكرار التألق
يقول مونكلار: "نوعية النجم اليوم يُحكم عليها من خلال قدرته على تكراره، لا أن يكون قادراً على فعلها مرة".
ومع ذلك، باتت عدد النجوم والهدّافين أكبر من أي وقت مضى، ومن الممكن في اي لحظة ان يدخل الى هذه القائمة العديد من اللاعبين امثال كيفن دورانت (بروكلين نتس)، ستيفن كوري (غولدن ستايت ووريرز)، داميان ليلارد (بورتلاند ترايل بلايزرز)، إمبيد (فيلادلفيا سيفنتي سيكسرز)، أنتوني ديفيس وليبرون جيمس (ليكرز) وجايسون تايتوم (بوسطن سلتيكس)، ديفن بوكر (فينيكس صنز).
كذلك، لا يمكن استبعاد امثال جا مورانت (ممفيس غريزليز)، انتوني ادواردز (مينيسوتا تمبروولفز)، جوردان كلاركسون (يوتا جاز)، تراي يونغ (اتلانتا هوكس)، وكلاي تومسون (غولدن ستايت ووريرز) وهم قادرون على تسجيل 50 او 60 سنة في اي لحظة حسب تعبيره.
وأوضح مونكلار: "القوّة التي وضعوها في الملعب مثيرة للإعجاب. لكن جودة العمل والتدريب وإدارة اللاعبين تعزز أيضاً هذه العروض الفردية".
وأردف: "يشعر الدوري الأميركي للمحترفين أيضاً أن اللاعبين لديهم مواهب عالية، وهذا هو السبب في مطالبته بامتثال أكثر صرامة للقواعد، مثل المشي بالكرة. لأنه بدون ذلك، بالسرعة التي يتحلون بها، والقوة التي يتميزون بها، لم يعد أمام الدفاعات فرصة".