تحتل مواجهات المجموعة الثالثة في مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم الواجهة لهذا الموسم، إ تضم ثلاثة من العمالقة في القارة العجوز، حصدوا ما مجموعه 15 لقباً.
أولى "النزالات القاسية" سيحتضنها ملعب "جيوسيبي مياتزا" في سان سيرو، يعود إنتر الإيطالي وضيفه بايرن ميونيخ الألماني في الذاكرة الى نهائي مدريد عام 2010 في ملعب "سانتياغو برنابيو"، حين فاز "نيراتزوري" بثنائية الارجنتيني دييغو ميليتو وبقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو.
ومنذ أن رفع إنتر الكأس الغالية قبل 12 عاماً، عجز أي فريق إيطالي عن الفوز باللقب فيما ناله بايرن مرتين عامي 2013 و2020، رافعاً رصيده الى 6 ألقاب، في المركز الثالث بالتشارك مع ليفربول الإنكليزي وخلف ريال مدريد الإسباني (14) وميلان الإيطالي (7).
وفي ظل تواجه برشلونة الإسباني ضمن هذه المجموعة الثالثة النارية التي يبدأ فيها مشواره على أرضه بمواجهة المتواضع فيكتوريا بلزن التشيكي، قد تكون موقعة ميلانو حاسمة لكل من إنتر وبايرن في الصراع على بطاقتي ثمن النهائي.
ويأمل إنتر الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور كي يتمكن من وضع حد لسلسلة الانتصارات الافتتاحية لبايرن في المسابقة عند 18 مباراة متتالية وإنهاء هذا الانجاز الذي لم يحققه أي فريق في التاريخ سوى"العملاق البافاري".
وتعود المرة الأخيرة التي فشل فيها بايرن بالخروج فائزاً من مباراته الافتتاحية التي كانت مفتاح تأهله أيضاً أقله الى ثمن النهائي خلال هذه السلسلة، الى أيلول 2002 حين سقط على أرضه أمام ديبورتيفو لا كورونيا الإسباني 2-3، في خسارة مكلفة لأنها تسبّبت بخروجه من الدور الأول للمرة الأولى في تاريخه.
ورأى النجم المخضرم توماس مولر في تصريح لموقع النادي البافاري أن "المباراة الافتتاحية مهمة جداً في دور مجموعات من هذا النوع، لأنها تساعدك على تحديد الوتيرة للمباريات التالية وتجنبك وضع نفسك تحت الضغط".
ويعرف مولر تماماً ما يتحدث عنه، إذ ساهم بثمانية أهداف افتتاحية لبايرن في هذه السلسلة التاريخية، آخرها الموسم الماضي على ملعب "كامب نو" حين قاد فريقه لسحق برشلونة في معقله 3-0، ليرفع العملاق البافاري رصيده في المباريات الافتتاحية لدوري الأبطال منذ 2003 الى 45 هدفاً، فيما اهتزت شباكه مرتين فقط، في حين سجل 16 هدفاً خلال هذه السلسلة في المباريات الافتتاحية خارج الديار من دون تلقي أي هدف.
وإذا واصل بايرن على هذا المنوال وعاد منتصراً من ميلانو، سيأخذ الأفضلية في الصراع على بطاقتي المجموعة لاسيما في حال خرج فائزاً أيضاً من مواجهة المرحلة الثانية التي يخوضها على أرضه ضد برشلونة الثلثاء المقبل.
ويمتلك "اف سي هوليوود" أفضلية على الورق نظراً للعناصر التي تضمها تشكيلة المدرب يوليان ناغلسمان، والساعية الى استعادة اللقب القاري بعد الهيمنة محلياً في المواسم العشرة السابقة. ويأتي البايرن من تعثرين متتاليين في مشواره المحلي بالتعادل مع بوروسيا مونشنغلادباخ ويونيون برين توالياً، إلا أن الحارس العملاق مانويل نوير ورفاقة أبدوا عزمهم على التعويض ولا سيما ان الصفوف مكتملة بوجود الهولندي ماتيس دي ليخت والفرنسيين دايوت أوبيميكانو وبنجمان بافارد والكندي ألفونسو ديفيس الى خط وسط قوي يقوده الدولي يوزوا كيميش ومولر الى الهجوم الفتاك مع ساديو مانيه وليروا ساني وسيرج غنابري وجمال موسيالا وكينغسلي كومان.
في المقابل يفتقد مدرب انتر سيموني انزاغي أحد أبرز أوراقه المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو، الذي كان غيابه مؤثراً خلال خسارة لقاء الدربي ضد اي سي ميلان 2-3 في المرحلة السابقة من الدوري الإيطالي. وسيعول الفريق اللومباردي على ايدين دجيكو وهاكان كالهانوغلو والأرجنتيني لاوتارو مارتينيز لمباغتة الفريق الضيف.
بداية قارية جديدة
وتجنباً لتكرار سيناريو الموسم الماضي حين انتهى مشواره في دور المجموعات لأول مرة منذ موسم 2000-2001 بعد الخسارة بثلاثية نظيفة في الجولة الأخيرة على أرض بايرن، سيسعى برشلونة جاهداً الى حسم النقاط الثلاث في مباراته الأربعاء مع فيكتوريا بلزن الذي خسر مواجهتين السابقتين مع العملاق البافاري عام 2011 في دور المجموعات (0-2 و0-4). ويقود الفريق الكاتالوني مهاجم بايرن السابق البولندي روبرت ليفاندوفسكي.
وفي المجموعة الأولى، يتجدد الموعد بين ليفربول الإنكليزي ومضيفه نابولي الإيطالي حين يتواجهان على "ملعب دييغو أرماندو مارادونا" في تكرار لدور المجموعات موسمي 2018-2019 و2019-2020 حين خرج "الحمر" مهزومين من زيارتيهما الى الجنوب الإيطالي (0-1 و0-2) واكتفوا بفوز واحد في أربع مباريات.
وتضم المجموعة أياكس أمستردام الهولندي، بطل المسابقة أربع مرات لكن آخرها يعود الى 1995، ورينجرز الاسكتلندي اللذين يلتقيان على ملعب الأول.
ويتجدّد الموعد أيضاً وللموسم الثاني توالياً بين بورتو البرتغالي وأتلتيكو مدريد الإسباني اللذين يتوجهان الأربعاء على أرض الأخير، في منافسات المجموعة الثانية التي يحل فيها باير ليفركوزن الألماني المتعثر جداً محلياً ضيفاً على بطل بلجيكا كلوب بروج.
ويفتتح توتنهام الإنكليزي المجموعة الرابعة على أرضه ضد مرسيليا الذي يبقى حتى الآن الفريق الفرنسي الوحيد الفائز بلقب المسابقة (1993)، فيما يلعب أينتراخت فرانكفورت مع ضيفه سبورتينغ البرتغالي.